يحلم الطفل فيرو، 13 عاما، ببيع كليته عندما يكبر لكي يصبح غنيا ويخرج من دوامة الفقر التي يغرق فيها كل يوم أكثر في قرية صغيرة في الهند.
يعمل فيرو في قرية صغيرة جنوبي مدينة دلهي حيث يعمل في تركيب الحقائب اليدوية، وعليه تركيب 200 قطعة يوميا ليحصل على أجره الشهري الذي يبلغ 2500 روبية، مايعادل 38 يورو، حسب التلفزيون الألماني.
يقول فيرو "حين أكبر سأصبح غنيا، فأنا أنوي بيع إحدى كليتيّ وعندها لن يكون علي العمل من جديد في هذا المكان".
تأتي قناعة هذا الطفل الهندي من تجربة والده، الذي لم يره منذ 4 سنوات. فوالده الذي باع كليته بعد أن انتشرت أخبار في قريتهم الصغيرة مفادها أن التبرع بالأعضاء طريقة جديدة للتخلص من الفقر.
ويبلغ سعر الكلية الواحدة في السوق السوداء الهندية 55 ألف روبية، أي حوالي 800 يورو، وهذه بمثابة ثروة لكثير من الهنود الفقراء.
ورغم حظر الحكومة الهندية لتجارة الأعضاء البشرية وقيامها قبل بضع سنوات بزيادة عقوبة ذلك من 2 إلى 5 سنوات سجن، إلا أن هذه العقوبة قلما تكون رادعة لتجار الأعضاء البشرية، فهذا العمل مربح جدا لهم كما أن احتمال إلقاء القبض عليهم ضئيل خاصة أنه كل ما على المانح لعضو من جسده في الهند هو أن يصرّح بأنه صديق للمتلقي وأن المال الذي يحصل عليه هو مجرد هدية.
وأشارت خبيرة الأنثروبولوجيا نانسي شيبر في مجلة "لانسيت" الطبية المتخصصة إلى أن سياحة زرع الأعضاء في البلدان الفقيرة باتت تتطور إلى عامل اقتصادي حقيقي.
كما بينت أن اتجاه المانح والمتلقي للأعضاء البشرية يكون دائما وفي كل مكان في الاتجاه ذاته أي من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، ومن الفقراء إلى الأغنياء، ومن البشر الداكني لون البشرة إلى البشر ذوي البشرة الأكثر بياضاً.
وتبلغ تكلفة الكلية الهندية أو الإفريقية حوالي 1000 دولار، وتكلفة الكلية الرومانية أو المولدافية 2700 دولار، وتكلفة الكلية التركية تصل إلى 10 آلاف دولار، في حين يربح تجار الكلى في الولايات المتحدة 30 ألف دولار في الصفقة الواحد وأحيانا يتضاعف هذا المبلغ المالي عشر مرات.
ويرى الخبير، غونتر كيرسته، أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة زراعة الأعضاء في ألمانيا سابقا، أن الاتجار بالأعضاء البشرية هو شكل خطير جدا من أشكال استغلال الفقراء، وخاصة في العالم الثالث، موضحا أن الآلاف من الناس في باكستان أو الفلبين تبرعوا بأعضائهم لكنهم باتوا في حالة بائسة يرثى لها.
أما الطفل الهندي فيرو الذي فلا يزال يحلم ببيع كليته ويقول "أريد أن أبني بالمال الذي سأستلمه منزلا"، وهو لا يعرف أن هذا الحلم غير واقعي، بل وقد يهدد حياته بالخطر.