سجل قطاع السياحة في تونس انتعاشة واضحة خلال الموسم الحالي بعد تحقيقه لعائدات بقيمة 4.53 مليار دينار منذ بداية العام وحتى شهر أغسطس 2024، بحسب بيانات البنك المركزي، محرزا بذلك تقدما بنسبة 6.7 بالمئة مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي.
ويطمح القائمون على القطاع السياحي في تونس إلى بلوغ رقم 10 ملايين سائح خلال العام الجاري لتجاوز الرقم المسجل في 2023 (8 ملايين سائح) وأرقام السنة المرجعية 2019 والتي عبرت عن ذروة انتعاشة السياحة في تونس بـ9 ملايين سائح.
وأكد مدير الدراسات والتعاون الدولي بالديوان التونسي للسياحة، أيمن الرحماني، تسجيل 5.8 مليون سائح وافد على تونس منذ بداية السنة إلى غاية منتصف أغسطس الجاري ليسجل القطاع نموا في حدود 6.7 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023.
وساهم السياح الأوروبيون بدرجة أولى في تحقيق انتعاشة السياحة التونسية حيث بلغ عددهم 1.77 مليون سائح أوروبي إلى جانب السياح الجزائريين.
وقال الرحماني في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تونس استقطبت 1.8 مليون سائح جزائري منذ بداية السنة، حيث شهد عدد السياح الوافدين من الجزائر زيادة بـ16.9 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وبـ26.2 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019، مؤكدا أن تونس استرجعت أيضا الأسواق الأوروبية التقليدية التي فقدتها على إثر جائحة كورونا.
ويعتبر المتابعون لقطاع السياحة في تونس أن السوق الجزائرية مثل السوق الداخلية كانت دائما الرافد المهم للقطاع في تونس حتى وقت الأزمات، لأن مواطني الجارة الجزائر يتوافدون بشكل متواتر على تونس من أجل السياحة والاستجمام والعلاج حيث تعد السوق التونسية أول سوق يفضلها السائح الجزائري.
انتعاشة تدعم مواطن الشغل
من جهة أخرى، أوضح المسؤول بالديوان التونسي للسياحة أحمد الرحماني أن القطاع يوفر 400 ألف موطن شغل في تونس ويساهم بقرابة 9 بالمئة في الناتج الداخلي الخام بطريقة مباشرة وغير مباشرة وأن ديمومة القطاع السياحي تحقق أكثر إفادة للاقتصاد.
وتجدر الإشارة إلى أن أزمة كورونا أدت إلى فقدان الآلاف من الوظائف في المجال السياحي عملت تونس على استعادتها في المواسم الماضية بالاستثمار في تكوين اليد العاملة المتخصصة.
هذا وتوقعت بيانات "أبحاث الأثر الاقتصادي" الصادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة، أن يضخ قطاع السياحة 23 مليار دينار في الاقتصاد التونسي سنة 2024 على أن يصل المبلغ، في ظلّ دعم مُناسب من الحكومة، إلى أكثر من 32 مليار دينار خلال الـ10 سنوات المقبلة.
كما توقع المجلس أنّ أرقام السياحة التي ستحققها تونس سنة 2024 تُعّد قياسية من حيث المساهمة الاقتصادية وتوفير مواطن الشغل والسياحة الداخلية، مرجحا قدرة القطاع السياحي على توظيف أكثر من 485 ألف شخص في أفق 2034، وتحقيق السياحة الداخلية نموا من خلال زيادة إنفاق التونسيين بنسبة 5 بالمئة مقارنة بسنة 2023 ليصل إلى 11.7 مليار دينار تونسي، وارتفاع إنفاق السائح الأجنبي إلى 11 مليار دينار تونسي، مُحققا زيادة بنسبة 12 بالمئة عن 2023.
وقالت المديرة التنفيذية للمجلس الدولي للسفر والسياحة، جوليا سيمبسون، إن السياحة في تونس تعافت رغم أن إنفاق السياح الأجانب لا يزال ضعيفا، إلاّ أن مرونة قطاع السياحة تتيح له الاستمرار في دوره الحيوي في دفع الاقتصاد الوطني.
الدعاية الرقمية للوجهة التونسية
من جهتها، كشفت وزارة السياحة هذا الأسبوع عن إعدادها لمخطط اتصال رقمي للترويج للسياحة التونسية لفترة 2025-2027، يرتكز علىالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، في خطوة تهدف لتعزيز الوجهة التونسية ضمن خارطة السياحة العالمية، وتستكمل ما بدأته الوزارة في العام الحالي ضمن مشروع الترويج الرقمي للوجهة التونسية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأشارت وزارة السياحة في بيان لها إلى أن تعزيز الحضور الرقمي للوجهة التونسية عبر مختلف المنصات العالمية، والتركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتكثيف اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي واستقطاب شخصيات مؤثرة عالميًا للدعاية الرقمية للوجهة التونسية يأتي ضمن مخططها لغزو أسواق جديدة واستقطاب حرفاء جدد أصبحوا أكثر حضورا وتفاعلا عبر المنصت الرقمية.
واعتبر وزير السياحة معز بالحسين في تصريحات صحفية أن المخطط الترويجي الرقمي هو تحديث للآليات التسويقية لتتماشى مع المتغيّرات العالمية التي تشهدها صناعة السياحة على المستوى الدولي.