كان الشاب المصري أحمد غراب يعتقد أن محنته قد انتهت في يونيو الماضي عندما نجا من واحدة من أسوأ حوادث غرق السفن المسجلة على الإطلاق في البحر المتوسط ووضع قدمه أخيرا على الأراضي الأوروبية، إلا أنه وجد نفسه متهما بتهريب البشر والتسبب في الكارثة.

وبعد ساعات من غرق سفينة صيد كانت تقل مئات المهاجرين، وجد غراب نفسه يخضع للاستجواب من جانب السلطات اليونانية التي اتهمته وثمانية آخرين بتهريب البشر والتسبب في الكارثة.

غراب الذي كان سيواجه عقوبة السجن مدى الحياة إذا ما تمت إدانته قال لـ"رويترز": "قعدوني في غرفة لوحدي وقفلوا عليا، ابتدى الرعب".

وأضاف "حققوا (السلطات) معايا في حاجات كتير. أول حاجة منهم أنت تاجر بشر، يعني إيه تاجر بشر. أنا مش تاجر بشر. أنا راجل بشتغل نقاش (عامل طلاء)".

وأثار إلقاء القبض عليهم غضب جماعات حقوق الإنسان الدولية التي قالت إن المهاجرين تحولوا إلى كبش فداء لأخطاء خفر السواحل، وإن القضية المرفوعة ضدهم لا أساس لها.

وأمضى غراب والمتهمون الآخرون 11 شهرا في الحبس الاحتياطي انتظارا لفرصة من أجل الدفع ببراءتهم.

وعندما سنحت لهم هذه الفرصة الشهر الماضي، أسقط القاضي القضية في غضون ساعات وسمح بإطلاق سراحهم.

أخبار ذات صلة

مصر: نتابع وضع المصريين المفرج عنهم في حادث اليونان
اليونان تسقط تهم 9 مصريين اتهموا بالتسبب بغرق قارب مهاجرين

ماذا قال غراب في مقابلته مع "رويترز"؟

• اتُهم غراب والآخرون بأنهم كانوا ضمن طاقم السفينة، وأنهم كانوا يوزعون المياه ويجرون عمليات إصلاح، وهو ما نفاه غراب.
• كانت السفينة أدريانا تقل نحو 750 مهاجرا من باكستان وسوريا ومصر قبل غرقها قبالة اليونان في 14 يونيو الماضي، في واحدة من أسوأ الكوارث خلال أزمة المهاجرين عبر البحر المتوسط المستمرة منذ عشر سنوات.
• أثار الحادث تساؤلات حول معاملة الاتحاد الأوروبي للمهاجرين، الذين يخاطر الكثير منهم بالموت من أجل حياة أفضل في أوروبا.
• عُثر على 104 من الناجين فقط إلى جانب 82 جثة، ولا يزال سبب غرق السفينة غير معروف.
• يقول ناجون إن خفر السواحل تسبب في انقلاب السفينة بعد محاولة فاشلة لقطرها.
• ينفي خفر السواحل ذلك ويقول إن حركة المهاجرين هي التي تسببت في غرقها.
• غراب كان يأمل في أن يلتقي مع شقيقه في إيطاليا والعثور على عمل، بعد أن اقترض 140 ألف جنيه مصري (2954 دولارا) من أصدقائه لدفع تكاليف الرحلة.
• انفجر غراب بالبكاء وهو يروي تفاصيل الفترة التي قضاها في السجن، وكيف أنه كان يشتاق لأطفاله وسماع الكلمات الأولى لابنه عمر.
• لم يكن غراب يتواصل مع حراس السجن، لكن مكالماته القصيرة مع عائلته هي التي جعلته يصمد، بعد أن طلبوا منه أن يعتني بنفسه وطمأنوه بأن الله لن ينساه
• وفقا لغراب: "كان أسعد يوم في 11 شهر إن أنا طلعت براءة. يوم واحد من11 شهر، أنا كنت ميت. ما كنتش بنام".
• يقيم غراب حاليا في أثينا في انتظار قرار بشأن طلب اللجوء الذي قدمه.