تسعى مدينة عنابة شمال شرقي الجزائر، للحفاظ على موسيقى "المالوف"، وهو نوع من الموسيقى الكلاسيكية التي صاحبت هجرة الأندلسيين نحو شمال إفريقيا في القرن 14.

هي عينة لمدارس وجمعيات بمدينة عنابة ما زالت تحاول الحفاظ على أغاني وموسيقى المالوف تجمع الشباب من مختلف الأعمار في مسعى لتوسيع دائرة هذا الطبع خارج العائلات التي تربعت على عرشه لعقود.

أجيال تلقن هذا النوع من الموسيقى وفق قواعده مستخدمة العود والكمان وغيرهما من الآلات التي تعزف مقامات هذا الفن.

وتقول مديرة الثقافة بولاية عنابة صالحة برقوق في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "نقوم بتنظيم سلسلة من المحاضرات، بالإضافة إلى افتتاح ورشة عمل مخصصة لتوثيق هذا الفن.. كما نسعى جاهدين إلى إيجاد آليات متقدمة لحماية التراث الثقافي غير المادي، عبر التوثيق واستخدام جميع الوسائل المتاحة لتعزيز وحمايته من الاندثار".

ويندرج المالوف ضمن الموسيقى التي نقلها الأندلسيون نحو شمال إفريقيا، والتي كانت حسب باحثين في القرن الرابع عشر الميلادي. هذا الفن يتغنى بالأمور الدنيوية كالحب والفراق أو الربانية التي تعني بالمدائح الدينية الصوفية.

طابع احتضنه بعد أن أحبه سكان عدد من مدن الشرق الجزائري، وهذبوه وطوروه ليصبح جزءا من تراثهم التقليدي.

المالوف.. فن أندلسي عريق يقاوم الزوال في تونس

ويضيف مطرب مالوف، مبارك دخلة قائلا: "ظهرت في البداية ككتلة واحدة من الموسيقى، لكنها تطورت لاحقاً إلى الشكل الذي نعرفه اليوم؛ حيث تفرعت أجزاؤها إلى المصدّر والبطايحي والدرج والانصراف والخلاص وبناءً على ذلك، أؤكد أن هذه الموسيقى لم تعد تُسمى بالموسيقى الأندلسية بل يُطلق عليها الآن اسم الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية".

المالوف كلمة تعني الوفاء للتقاليد تتغذى كفن من الشعر والموشحات والزجل.. تداولتها أسماء برزت في هذا اللون على مر العقود.. ومخافة اندثاره تحاول السلطات تكثيف المهرجانات والتظاهرات الخاصة به.

المالوف.. تواشيح التحدي والبقاء