حملت الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب شعار "امض أبعد مما ترى عيناك وفي يديك كتاب" وراهنت على استقطاب أحباء الكتب وقراء الروايات والمراجع العلمية رغم الصعوبات الاقتصادية.
ورغم منافسة الكتب الالكترونية للكتب الورقية في استقطاب القراء، إلا أن نصيب هذه الدورة من الزوار وخاصة من المبيعات بحسب الناشرين والمتابعين كان أقل من سابقاتها بسبب الظروف الاقتصادية.
يشار إلى أن معرض تونس الدولي للكتاب يفتح أبوابه للزوار من 19 إلى 28 من شهر أبريل الجاري مقدما أكثر من 109 آلاف عنوانا توزعت على 314 جناح عرض من تونس و25 دولة زائرة.
هذا واستقطب معرض تونس الدولي للكتاب آلاف الزوار حرصوا على اقتناء ما يستهويهم من كتب وروايات واصطحبوا أبناءهم من طلاب المدارس لشراء كتب الدعم والمعاجم والمراجع.
وقالت مريم، إحدى زائرات المعرض، إن "الإقبال جيد وأروقة المعرض تمتلئ بالزوار ولكن الأسعار مرتفعة هذا العام حتى أن البعض أصبح يفضل تحميل الكتب رقميا على اقتناء النسخ الورقية، شخصيا لا أفضل الكتب الإلكترونية وأخصص سنويا ميزانية لشراء العناوين التي أحتاجها أنا وعائلتي وما لاحظته في هذه الدورة أن أسعار المراجع العلمية والقواميس مرتفعة جدا".
وحدثنا منير "وجدت ضالتي من الكتب التي خططت لشرائها أنا وأبنائي الذين استمتعوا بورشات المعرض التثقيفية والألعاب الفكرية"، أما فاطمة فهي مربية اصطحبت عددا من تلاميذها لمواكبة معرض تونس الدولي للكتاب فاعتبرت أن "تعليم الناشئة على الاهتمام بالقراءة في زمن الألعاب الالكترونية والكتب الرقمية مهمة تربوية للمدرس في تونس لأن الكتب الورقية يجب أن تحافظ على حضورها بالتوازي مع التقدم الرقمي".
وقال الأستاذ الجامعي لطفي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "صحيح أن غلاء الأسعار أثر على الإقبال على الكتاب، لكنه يبقى موجودا خاصة بالنسبة للعناوين التي لا تتوفر في المكتبات التونسية طيلة باقي أشهر السنة فنقتنيها أيام المعرض، وقد لاحظت أن الشباب حريصون على اقتناء المراجع التي تخص اختصاصاتهم العلمية أما الكهول فيميلون إلى الروايات والكتب العامة".
ومن جهة أخرى قال الكاتب والروائي دومة بوكثير في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية "قدمت في هذه الدورة تجربتي الأولى في السرد وروايتي الأولى وأعتبر أن أسعار الكتب والروايات في مختلف الأجنحة مقبولة وأن التونسي عليه أن يستثمر في الثقافة والفكر كما يستثمر في مستلزمات الحياة اليومية والأعياد والمناسبات".
وأضاف "سهولة الوصول إلى الكتب عبر الإنترنت والتطبيقات الرقمية المنتشرة لا تغني القارئ عن إنشاء مكتبته الخاصة ولا تعوض متعة تصفح الروايات والكتب الورقية".
بينما أفادنا المدير المؤسس للمنصة الرقمية للكتب الالكترونية "كليك تو ريد" Click 2 read مراد بوبكر بأنه "يشارك في معرض تونس الدولي للكتاب بأول منصة تونسية رقمية للكتب تهتم بدرجة أولى بالناشرين التونسيين والكتاب التونسيين لدعم الكتاب والمساهمة في انتشاره وهي متاحة على الحواسيب والهواتف الذكية بأكثر من 1600 عنوان مبدئيا".
وأشار بوبكر إلى أن توفر الكتب في محامل رقمية يسهل على القارئ والباحث النفاذ للمراجع العلمية والروايات والكتب المختصة ولا يغني عن اقتناء الكتب الورقية بل يساعد على نشر الكتاب".
ومن جهته طالب اتحاد الناشرين التونسيين، في بيان له، بتمديد فترة معرض تونس الدولي للكتاب لتشمل يوم 1 مايو وذلك لمنح الفرصة للمزيد من الرواد لزيارة المعرض معتبرا أن إقامته عقب عيد الفطر أثرت سلبا على إقبال المواطن وقدرته الشرائية، فضلا عن غياب خطة تسويقية للمعرض.
ودعا الاتحاد الهيئة المديرة للمعرض إلى إطلاق حملات دعائية مكثفة على منصات التواصل الاجتماعي لتشجيع الجمهور على حضوره، مع تخصيص ميزانية كافية لضمان نجاح هذه الحملات.
وأكد الناشرون على أن هذه العوامل "أثرت سلبا على المعرض خاصة في الأيام الاولى من انطلاقه ممّا أدى إلى تراجع في نسبة المبيعات إلى حوالي 50% عن المعتاد".
هذا ويؤكد الملاحظون أن ارتفاع أسعار الورق والطباعة والنقل، رغم دعم الدولة للكتاب من خلال شراء نسخ من الإصدارات الجديدة، ودعم الورق عند الطباعة ضاعف من كلفة الكتاب ورفع أسعاره، فضلا عن الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها العائلات التونسية وساهمت في تراجع مقدرتها الشرائية في مختلف المجالات.