قالت مجموعة من الباحثين البريطانيين إن عملية تضليل روسية ساعدت في انتشار الشائعات حول صحة أميرة ويلز كيت ميدلتون.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد ساعدت مجموعة مرتبطة بالكرملين معروفة بحملاتها عبر الإنترنت لزرع الأكاذيب في "تأجيج جنون نظريات المؤامرة" حول كيت وصحتها قبل الإعلان عن إصابتها بالسرطان.
وقال مارتن إينيس، خبير التضليل الرقمي في جامعة كارديف في ويلز، إنه وزملاءه تتبعوا 45 حسابا على وسائل التواصل الاجتماعي نشرت ادعاءات زائفة حول كيت، يتبعون شبكة تضليل مرتبطة بالكرملين، والتي سبق أن نشرت قصصا مثيرة للانقسام حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك حول دعم فرنسا لأوكرانيا.
وذكر البروفيسور إينيس: "بدت حملة التضليل لتأجيج الانقسامات، وتعميق الشعور بالفوضى في المجتمع، وتقويض الثقة في العائلة المالكة البريطانية ووسائل الإعلام، لقد تم بالفعل صياغة القصة بعبارات مؤامرة، حتى تتمكن من جذب الأشخاص".
وقالت الصحيفة إن الحسابات الروسية أرادت من تلك الشائعات حول اختفاء كيت، الذي شكل مادة دسمة على مواقع التوصل أن تنشط حركة الوصول الخاصة بها وكسب مزيد من المتابعين.
وليس من الواضح من الذي استأجر شبكة المعلومات المضللة لنشر أخبار أميرة ويلز، لكن لديها سجلا حافلا من الحملات لاستهداف البلدان والأشخاص الذين هم على خلاف مع الكرملين.
من جهتها، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" اللندنية، الأحد، أن المسؤولين البريطانيين يشعرون بالقلق من قيام روسيا والصين وإيران بتغذية معلومات مضللة عن كيت ميدلتون في محاولة لزعزعة استقرار البلاد.
في عام 2020، خلصت لجنة برلمانية بريطانية إلى أن روسيا شنت حملة مطولة ومعقدة لتقويض الديمقراطية البريطانية، باستخدام تكتيكات تراوحت بين التضليل والتدخل في الانتخابات وتحويل الأموال. ورفضت وزارة الخارجية الروسية هذه الاستنتاجات ووصفتها آنذاك بأنها "رهاب من روسيا".
ورفض قصر كنسينغتون، حيث مكاتب كيت وزوجها الأمير ويليام، التعليق على دور روسيا في الشائعات الأخيرة.
وناشد القصر وسائل الإعلام والجمهور منح الأميرة الخصوصية، بعد أن أعلنت إصابتها بالسرطان في مقطع فيديو يوم الجمعة الماضي.
منشورات مضللة
هذا وقال البروفيسور إينيس إن فريقه لاحظ ارتفاعا غامضا في نوع معين من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي في 19 مارس، بعد يوم من ظهور مقطع فيديو لكيت وويليام يغادران متجرا للمواد الغذائية بالقرب من منزلهم في وندسور.
وأظهرت إحدى المشاركات المتكررة على نطاق واسع على موقع "إكس" صورة من الفيديو، مع تساؤل: "لماذا تريد هذه القنوات الإعلامية الكبيرة أن تجعلنا نعتقد أنهما كيت وويليام؟ لكن كما نرى، فهما ليسا كيت أو ويليام".
وأوضح إينيس أنه من خلال تتبع الحسابات الـ45 التي أعادت تدوير هذا المنشور، وجد الباحثون أنها جميعها نشأت من حساب رئيسي واحد يحمل اسم "Master Firs"، مضيفا أنها تحمل خصائص عملية تضليل روسية معروفة باسم "Doppelgänger".
وفي نفس اليوم، بدأ تداول تقرير خاطئ عن وفاة الملك تشارلز الثالث على "تلغرام"، وهي شبكة تواصل اجتماعي مشهورة في روسيا.
وقد التقطت وسائل الإعلام الروسية هذه التقارير في وقت لاحق، مما اضطر السفارات البريطانية في موسكو وكييف، العاصمة الأوكرانية، إلى نفيها ووصفها بأنها "أخبار كاذبة".
قال ألكسندر ألافيليب، المدير التنفيذي لمنظمة "EU DisinfoLab"، وهي منظمة بحثية في بروكسل لعبت دورا في تحديد مجموعة المعلومات المضللة التي تتخذ من روسيا مقرا لها: "إن مثل هذه الحملات يصعب قياسها بشكل خاص، لأن شركات وسائل التواصل الاجتماعي قامت بتقييد الوصول إلى البيانات التي من شأنها أن تسمح للباحثين والصحفيين ومجموعات المجتمع المدني بإلقاء نظرة أكثر تفصيلا على انتشار المواد على منصاتهم".
في المقابل، ذكر راسموس كليس نيلسن، مدير معهد "رويترز" لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد: "عندما تكون الدوافع سياسية، نادراً ما يكون الهدف هو الإقناع بقدر ما تكون محاولات تقويض ثقة الناس في البيئة الإعلامية".