لا زالت الملكة المصرية القديمة كليوباترا تتصدر الأنباء، فبعد الجدل العام الماضي حول مسلسل درامي عن حياتها، انتشرت أنباء خلال الأيام الماضية عن قرب العثور على قبرها وهو الحدث الذي ينتظره علماء الآثار في مصر وحول العالم.
وبالبحث، تبين أن السبب وراء تداول تلك الأنباء قيام مجلة "ساينس أليرت" العلمية بنشر مقال بعنوان "العثور على نفق يمثل معجزة هندسية خلال البحث عن مقبرة ".
واتضح أن المجلة أعادت نشر هذا المقال بعد نشره لأول مرة في نوفمبر عام 2022.
وتضمن المقال أن علماء الآثار اكتشفوا تحت معبد في مدينة تابوزيريس ماجنا القديمة المدمرة على الساحل الشمالي المصري قرب الإسكندرية، نفقًا واسعًا ومذهلًا، يشير ما وصفه الخبراء بأنه "معجزة هندسية".
ومن جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور مصطفى وزيري لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذا الكشف عبارة عن نفق منحوت في الصخر على عمق 13 مترا تحت سطح الأرض غرب الإسكندرية.
ونوه إلى أن الكشف منذ 3 نوفمبر 2022 وتوصلت له البعثة الأثرية المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سان دومينغو برئاسة عالم الأثار كاثلين مارتينز التي تعمل في تلك المنطقة بحثا عن قبر كليوباترا منذ عام 2004.
وقال إن النفق يوصف بالمعجزة الهندسية لأن تصميمه المعماري يشبه إلى حد كبير تصميم نفق يوبيلينوس باليونان، وهذا بناء على تأكيد رئيسة البعثة الأثرية نفسها والخبراء العاملين معها، والنفق المكتشف طوله 1305 مترا وارتفاعه مترين.
فيما قال مدير عام منطقة آثار الإسكندرية، خالد أبو الحمد، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن سبب انتشار الأنباء عن النفق الآن هو نشر مقال عنه في مجلة علمية، وهذا مفيد كدعاية للسياحة المصرية والاكتشافات الأثرية التي تتم.
وأكد أن عالمة الآثار الدومينيكانية كاثلين مارتينز رئيسة البعثة، أكدت أن هناك دلائل على ان هذا النفق يقود لمقبرة كليوباترا ولكن حتى الآن لم يتم التوصل لدليل قاطع.
وأشار إلى أن البعثة الأثرية لا تزال تعمل في المنطقة وكشفت عن العديد من القطع الأثرية الهامة داخل المعبد منها عملات معدنية تحمل صور وأسم الملكة كليوباترا، وهناك أيضا اكتشافات أخرى كثيرة ولكن ليست مرتبطة بكليوباترا وقبرها، مثل عملات تحمل اسم وصور الإسكندر الأكبر، وعدد من التماثيل مقطوعة الرأس، وتماثيل للإلهة إيزيس، بالإضافة إلى نقوش وتماثيل نصفية مختلفة الاشكال و الأحجام.
وشدد على أنه تم الترميم اللازم للنفق، ولكن نهايته لم تكتشف حتى الآن حيث أن جزء منه مغمور بالمياه وسيتم تحديد ما يقود إليه بعد اكتشاف هذا الجزء المغمور بمياه البحر المتوسط.
ووفق بيان سابق لوزارة السياحة والآثار المصرية، فتشير "المصادر العلمية إلى أنه قد ضرب الساحل المصري ما لا يقل عن 23 زلزالًا بين عامي 320 م و 1303 م، مما أدى إلى إنهيار جزء من معبد تابوزيريس ماجنا وغرقه تحت الأمواج".