خصصت محتواها على مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن القضايا الاجتماعية، ومع ذلك تعتقد أن ما تقدم رغم "أهميته، لا يمثل قيم المجتمع الموريتاني".

تيس فاتيس التي دخلت عالم الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا عام 2021، وأصبح يتابعها الآلاف، تعرضت لانتقادات كثيرة، بسبب انتشار مقاطعها على السوشيال ميديا، وفي مجال الإعلانات.

ومع ذلك تعتبر الانتقادات نجاحا لها في التأثير على المتابعين.

وتقول فاتيس في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "لسنا جميعا نمثل قيم المجتمع، حيث أن فكرة أن تكون مشهورا وخصوصا امرأة، فكرة دخيلة على المجتمع الموريتاني مهما كان المحتوى، لكننا جميعا نحافظ على ما استطعنا من قيم قد تفيدنا نحن كالجيل الحالي، وجيل المستقبل".

في مرمى الانتقادات دائما

رغم متابعتهم من طرف الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعرض أغلب مشاهير موريتانيا لانتقادات كثيرة، وخاصة النساء، حين يتعلق الأمر بمشاركة اليوميات، وما يعتبره المنددون بالمحتويات، "خصوصيات لا تجب مشاركتها" في مواقع التواصل الاجتماعي، لمخالفتها لقيم المجتمع.

شيخنا ولد الشياخ، ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى أن مشاهير موريتانيا، يحتاجون تكوينا على كيفية لعب دور "المؤثر"، وكيفية التوفيق بين الشهرة، والمحافظة على قيم المجتمع.

ويقول شيخا لموقع "سكاي نيوز عربية" عن مشاهير موريتانيا: "للأسف دورهم يختلف عن دور مشاهير العالم، ففي العادة يعمل المشهور على تمثيل بلده في أحسن صورة، لأنه في مركز السفير ولديه جمع من الناس، يؤثر فيهم ويعتبرونه قدوة، عكس المشاهير هنا، الذين يعاني أغلبهم من نقص في التعليم".

من جهته، يرى الفنان الموسيقي الشاب سدوم أحمد، أن انتقادات سلوك المشاهير "أمر طبيعي"، مشيرا إلى أنها ضريبة "للشهرة"، وخاصة في"مجتمعنا."

ويقول سدوم لموقع سكاي نيوز عربية:

  • "أغلب المشاهير على التواصل الاجتماعي لا يمثلون قيم المجتمع الموريتاني المحافظ، ولا يمثلون إلا أنفسهم فحسب، نظرا لما يقدمونه من محتويات غير لائقة، يشاهدها الجميع وخاصة الأطفال.
  • مع ذلك لدينا مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا القول إنهم يمثلون موريتانيا.
  • رغم شهرته موسيقيا، فضل "عدم مشاركة خصوصياته ويومياته على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

أخبار ذات صلة

لاله كابر.. عرابة الصم في موريتانيا
موريتانيا.. حضور نسائي لافت في الإعلام الرياضي

لكن الناشط عبد الناصر بيب، يؤكد أن المحتويات التي يقدمها المشاهير في هذا البلد الإفريقي، لا "تخالف قيم المجتمع الموريتاني، نظرا لعدد المشاهدات القياسية، والتفاعل معها."

ويؤكد أنهم "أنهم لا يخالفون قيم المجتمع من أي ناحية، وإلا لما تابعهم الآلاف."

ويقول عبد الناصر وهو من أبرز راود موقع التواصل الاجتماعي، ويتابعه الآلاف: "ما يجب على المشاهير القيام به على التواصل الاجتماعي، هو التفاعل مع القضايا الوطنية، لأن أغلب محتوياتهم ترفيهية".

تيك توك يثير حفيظة الموريتانيين

أغلب مشاهير موريتانيا خلال الفترة الأخيرة، سطعوا في فضاء موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك"، عبر ما يعرف "بالجولات".

وقد أثارت الأحكام التي تطبق خلال تلك الجولات، حفيظة الناشطين، مطالبين السلطات بحجب الموقع عن البلاد، استنكارا لما اعتبروه "ابتذالا تجاوز الحدود".

محمد ولد سيدي المختار، يرى أن "حب الشهرة والتكسب"، الدافعان الأساسي للانسلاخ من هوية وقيم المجتمع المحافظ.

ويقول إن حب الشهرة، دفع "هؤلاء لفعل أشياء غير مقتنعين بها أصلا"، مضيفا أن ما يقدموه من محتويات، يجب "أن يخضغ للمراقبة، حتى لا يتأثر به الأطفال."

أخبار ذات صلة

حكومة موريتانيا تصدق على حماية "عين إفريقيا"
يجرم العنف ضد المرأة.. مشروع قانون يثير الجدل في موريتانيا

وأشار محمد في تصريحه، إلى أن "جميع المؤشرات توحي بأن الأجيال الجديدة ستنشأ على قيم مخالفة للمجتمع الموريتاني، لأن غالبية المؤثرين بالسوشيال ميديا تتراوح أعمارهم بين 27 سنة و40".

مشاركة يوميات العائلات، والحياة الزوجية على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارا استياء كبيرا بين الناشطين، واعتبر ذلك هجوما عنيفا على منظومة القيم الاجتماعية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الدكتور الداه آدبه أستاذ علم النفس بجامعة نواكشوط.

ويقول ولد آدبه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القيم التقليدية للمجتمع، تواجه "قيم جديدة تتبلور بشكل سريع تخالفها تماما وتدمر أساساتها هذه القيم التي ألقت بها رياح العولمة ذات طابع عالمي"، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت "تحدد المشاهير وفق عدد المتابعين للمحتوى بغض النظر عن مطابقة هذا المحتوى لعادات وتقاليد المجتمع مما يجعل الفرد يتحرر من سلطة المجتمع ووصمه".

ويضيف ولد آدبه أن "المجتمع الموريتاني يتشبث بعاداته حد التقديس نظرا للنزعة البدوية المسيطرة ولقوة قوانين الردع الاجتماعي التي تعاقب كل من تسول له نفسه الدوس على القيم الاجتماعية بالتحقير والنبذ الاجتماعي"، موضحا أن "بعض القيم الاجتماعية له أسس دينية تصعب على الفرد تجاوزه عموما، وأن قداسة العادات في المجتمع الموريتاني جعلت الفرد أكثر خوفا وإذعانا من الرقيب الاجتماعي الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياته".

أغلب المشاهير الذين يواجهون انتقادات كبيرة في موريتانيا، ينشطون في منصتي "سناب شات" و"تيك توك"، وغالبا ما يواجه هؤلاء انتقادات من طرف رواد موقع "فيسبوك".

ويواجه هؤلاء أحيانا حملات تدعو إلى إلغاء متابعتهم، من جميع مواقع التواصل الاجتماعي.