فيما تتوالى التحذيرات حول العالم من مغبة ارتفاع معدلات إدمان الأطفال على الشاشات والألعاب الإلكترونية العنيفة، وتأثيراتها السلبية على توازنهم السلوكي والنفسي وتفاعلهم الاجتماعي وتحصيلهم العلمي، حذر مركز حقوقي عراقي من تفشي هذه الألعاب بين الأطفال العراقيين.
وقال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، في تصريحات صحفية، إن "الحروب الناعمة بدأت تستهدف الأطفال من خلال احتلال عقولهم عبر الألعاب الإلكترونية الخطيرة".
وكشف الغراوي أن الأطفال في العراق "يتعرضون بشكل يومي لغزو ممنهج عبر تغذية عقولهم بألعاب العنف والقتل، والتي تقودهم إلى الإدمان الإلكتروني".
وأشار إلى أن الأطفال من عمر 5 سنوات إلى 10 سنوات هم الأكثر تعرضا للإدمان الإلكتروني عالميا.
وأضاف أن "عددا من هذه الألعاب تساهم في تعليم الأطفال كيفية سرقة السيارات والقتل واختراق الحسابات وسرقة البنوك، هذا إلى جانب المساعدة في تجنيدهم بشكل ممنهج".
وشدد على أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية من قبل الأطفال يتسبب في جعلهم أكثر عدوانية وانطوائية، ويقلل من رغبتهم في بالدراسة، فضلا عن التسبب بقلة النوم ومشاكل صحية عديدة بسبب تعرضهم لهذه الشاشات لفترة طويلة، وسهولة تعرضهم للابتزاز والتحرش الجنسي واستغلال حساباتهم.
ودعا الحكومة لإطلاق حملة أمنية لغلق كافة المحلات التي تبيع هذه الألعاب الخطرة ومنع استيرادها، بالتزامن مع حملة إعلامية وتثقيفية لكافة الأسر للتعريف بمخاطر إدمان أطفالهم على الألعاب العنيفة.
ما هو رأي الطب النفسي؟
يقول مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية قاسم حسين صالح، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
• أخطر ما اقترفته ألعاب العنف الإلكترونية، أنها قتلت براءة الطفولة، والمتهم الأول في ذلك هم مالكو الصناعات السمعية والمرئية من منتجي ألعاب عنف تغوي الأطفال والمراهقين وحتى الشباب، وتعظم القتلة والسفاحين، موظفين علم نفس الطفولة والمراهقة، حيث يعمد الطفل والمراهق في هذه المرحلة العمرية لتقليد من يراه بطلا في اعتدائه على الآخرين، والإعجاب بجرأته على القتل دون التفكير بما يترتب على ذلك من عواقب.
• ما يحصل في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول، من جرائم بشعة قام بها أطفال ومراهقون، يعود لإفراطهم في ممارسة الألعاب العنيفة والإدمان عليها.
• رغم كل ذلك نشهد إقبالا عالميا كثيفا من جانب صناعة ألعاب الفيديو العنيفة وتطويرها.
• التعرض لفيديوهات عنف لفترات طويلة، يترتب عليه نتائج سلبية للغاية على شخصية الطفل والمراهق، أخطرها تنمية السلوك الإدماني الوسواسي، ونزع المشاعر الإنسانية للمدمن عليها، كما أنها تجعله مشروعا جاهزا لمجرم خطير وللتحول لفرد في عصابات القتل والسلب والنهب.