تعاني العديد من النساء في قطاع غزة من الشعور بالوحدة والفراغ وندرة فرص العمل، لكن منى الشوا نجحت بمشروعها الخاص الذي أطلقت عليه اسم "طاولةُ فن" في تجاوز تجربتها الشخصية مع الوحدة ومساعدة غيرها من النساء عبر مشروعها الهادف لتعليم صناعة المشغولات اليدوية.

السيدة منى، بارعةً وشغوفة في صناعة المشغولات اليدوية، مع بناتها الصغيرات، لكن حين كبرن وانشغلن بدراستهن الجامعية، شعرت بوحدة وفراغ كبيرين، لكن نصيحة عزيز ساعدتها على تخطي هذا الشعور.

وتقول الشوا صاحبة مشروع طاولة فن:" نصحني زوجي باستغلال حبي للأعمال اليدوية بإنشاء استوديو لهذا الغرض تشرف عليه مدربات لتعليم النساء أشياء مفيدة لهن فتعم الفائدة لهن ولي فكان الأمر كذلك".

وبالفعل نجحت منى عبر مشروعها الذي أسمته (طاولة فن) في تحويل هذا الركن الذي كان يجمعها مع بناتها داخل منزلهن إلى فضاء فني تعليمي استقدمت إليه مدرباتٍ ومتدربات لكل منهن زاوية خاصة لصناعة أشكال متنوعة من المشغولات اليدوية، محققة بذلك نقلة نوعية في حياة العديد من الأمهات والفتيات في غزة.

وتضيف نوران فرج، مدربة على مشغولات الصوف قائلة: "سمح لي هذا المشروع من خلال التدريب بالتعرف وإقامة عدة صداقات مع العديد من المتدربات فمنهن من فتحن مشروعهن الخاص ومنهن من انضممن إلى محلات ومتاجر و أصبحن ينتجن".

صناعة المكرميات.. فن يدوي قديم يستقطب النساء في غزة
بعجينة الورق.. شكّل ديكوراتك

أما المتدربة على مشغولات القش سهى المجدولاي، فتقول خلال حديثها لسكاي نيوز عربية: "لا أملك الآن سوى العمل على تعبئة الشغف الذي أملكه إلا من خلال العودة لأيام طفولتي حينما كانت أمي تعلمني مشغولات القش والتطريز وتوصيني بالحفاظ عليها وتوريثها لأبنائي".

في هذا المكان تبدع نساء في إعادة احياء مشغولات يدوية تراثية تواجه تحديات البقاء، منها صناعة سلال القش من سعف النخيل إلى جانب الأسوار والقلائد المصنوعة من الخرز، فضلاً عن مشغولات الصوف والمعلقات المصنوعة بفن النسج بالعُقد المعروف في غزة بـ"المكرميات".

وتقدم هذه المساحة الفنية عبر ما أنتجته أيدي النساء من مشغولات يدوية متنوعة، فرصةً ثمينةً لهن لتطوير الذات، وملء وقت الفراغ، والتخفيف من ضغوط حياتهن اليومية ، الى جانب تمكينهن من إيجاد فرصة عمل وتحقيق دخل مادي".

الحرف اليدوية "تنقذ" لاجئات سوريات بالأردن