شكلت سرقة المتحف البريطاني صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية، في ظل اختفاء مئات القطع الأثرية النادرة التي يعود تاريخ بعضها للقرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الحديث عن استرجاع الآثار المصرية الموجودة بالخارج في ظل انهيار حجة الحفاظ على هذه الآثار والمخاوف من تعرضها للسرقة حال تكرار هذه الحادثة، لا سيما وأن المتحف قد تلقى تحذيرات منذ عام 2021 بوجود شكوك حول تهريب قطع منه دون أن تلقى تلك التحذيرات الاستجابة الكافية.
ويوضح شريف شعبان، المسؤول الأثري بالإدارة المركزية للمعلومات والتحول الرقمي بوزارة السياحة والآثار المصرية والمحاضر في كلية الآثار جامعة القاهرة أن سرقة الآثار المصرية والحيازة غير القانونية لها بالمتاحف العالمية تعد من أكثر المشكلات التي تؤرق قطاع الآثار في مصر.
وأضاف شعبان لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه حتى أواخر القرن الماضي كانت القطع المصرية تخرج دون رقابة في ظل صراع استعماري للسيطرة على الآثار المصرية، وبالأخص من جانب المتحف البريطاني، الذي يضم العديد من الآثار المصرية والتي لا تلقى الاهتمام الكافي، لافتا إلى عبارة ساخرة تقال عن المتحف البريطاني أنه لا يضم أي أثر بريطاني.
شعبان شدد على أن الحديث عن تأمين الآثار المصرية في المتاحف العالمية أمر يحتاج للمراجعة، فرأس نفرتيتي بمتحف برلين تعرضت للإهانة أكثر من مرة رغم مطالبة الحكومة المصرية بعودة الرأس إلى وطنه الأم مصر بعد سرقتها على يد الألماني بورخاردت عام 1912.
وأكد الباحث والخبير في الآثار المصرية على أن:
- حيازة الآثار المصرية داخل المتاحف العالمية عمل غير أخلاقي قبل أن يكون غير قانوني.
- مزاعم الغرب بخضوع الآثار المصرية للحماية في متاحفه باتت واهية وسرقة المتحف البريطاني دليل واضح على ذلك.
- مصر أصبحت لديها سلسلة من المتاحف العالمية على أعلى مستوى مثل متحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف الكبير، ولا تزال تعمل على ضمان وجود متحف في كل محافظة.
- حوادث سرقات الآثار داخل المتحف البريطاني تعطي لمصر كل الحق في المطالبة باستعادة آثارها المهربة سواء في المتحف البريطاني أو غيره، خاصة في ظل قدرة مصر الكاملة على حمايتها.
أما أبرز الآثار المصرية في المتحف البريطاني فيؤكد شريف شعبان أنها:
يشار إلى أن هارتويغ فيشر مدير المتحف البريطاني في لندن قد استقال بسبب وقوع عمليات سرقة وفقد إلى جانب تلف بعض القطع من مجموعة المتحف، معترفا بأن المؤسسة لم تستجب بشكل شامل عندما تم تحذيرها من السرقات في عام 2021.
كان المؤرخ الفني والتاجر البريطاني إيتاي جراديل، قد حذر رؤساء المتحف من أنه يتشكك في وجود أثار تم تهريبها من المتحف، لكنهم أكدوا له أنه لا يوجد شيء خاطئ.
المحققون في المملكة المتحدة يسابقون الزمن لاستعادة القطع المسروقة من المتحف البريطاني والتي تتضمن مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، ما يجعل عمرها الآن أكثر من 3000 عام، في عمل تشتبه السلطات أنه داخلي.
كانت صحيفة "التليغراف" البريطانية قد أفادت بأن عملية السرقة تمت في فترة زمنية تعود إلى عام 2019 على الأقل حينما تم إغلاق المتحف أمام الجمهور لمدة 163 يوما خلال وباء كورونا.