بعد الضجة الواسعة التي أثارتها مقاطع فيديو وصور لاحتفال ضابطين عراقيين بالترقية بالزي الرسمي، وجه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، بإحالتهما على التقاعد.
وقال بيان صادر عن وزير الداخلية إنه "استنادا للصلاحية المخولة إلينا بموجب أحكام المادة (4) من قانون وزارة الداخلية رقم 20 لسنة 2016 ولمقتضيات المصلحة العامة ومراعاة قواعد وآداب وضوابط الخدمة في قوى الأمن الداخلي، قررنا اتخاذ الإجراءات القانونية وفق أحكام تعليمات حالات جواز إحالة رجل الشرطة على التقاعد رقم (1) لسنة 2012 بحق ضابطين اثنين مسيئين لقواعد السلوك المهني وآداب وضوابط الخدمة، اللذين ظهرا في مقطع فيديو يتضمن مخالفة صريحة لهذه الضوابط وسمعة جهاز الشرطة".
وأضاف البيان "توجيه ضباط ومنتسبي الوزارة كافة بالالتزام بقواعد السلوك المهني وسمعة وزارتهم والشرف الوظيفي الأمني، والابتعاد عن كل عمل مشين يسيء إلى سمعة وزارتهم وعوائلهم الكريمة".
الضابطان العراقيان وهما برتبة عقيد، ظهر أحدهما في جلسة تصوير بلباسه العسكري مع زوجته بمناسبة ترقيته، فيما نشر الآخر مقطعا مصورا من مكتبه تضمن كلاما غير مفهوم احتفالا بترقيته هو الآخر.
وتعليقا على الحادثة، قال الخبير في التواصل الاجتماعي، العراقي مؤمل شكير، إن "مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بدور كبير جدا في المجتمع العراقي، لدرجة أنه يوجد هوس بنشر المحتوى الشخصي وتفاصيل الحياة الخاصة لدى كثيرين على هذه المواقع".
واعتبر شكير أن "الأمر يغدو مهينا وغير لائق بالنسبة لأصحاب الرتب من الضباط العسكريين، وخاصة في ظل الظروف التي يمر بها العراق وتعرضه لهجمات إرهابية وتحديات أمنية خطيرة".
وأوضح أن "البعض يرون أن هذا النوع من المحتوى المنشور يعتبر شأنا شخصيا، ولكن عند نشره على مواقع التواصل، فإنه يصبح متاحا لمختلف رواد الشبكات الاجتماعية، ويفقد خصوصيته".
واختتم شكير حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "هذه الحادثة ستشكل غالبا رادعا لمختلف منتسبي القوات الأمنية ضباطا وعناصر، يدفعهم لتجنب إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولعدم الإخلال باعتبارات وضوابط عملهم، عبر استعراض حياتهم الشخصية على الملأ بشكل غير جائز، وضرورة الالتزام بهيبة ارتداء البزة العسكرية".