تفاعلا مع تداول فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من انتشار مخدر "البوفا" وسط الشباب، أطلق نشطاء مغاربة حملة تدعو إلى التصدي لمروجي هذا النوع من المخدرات.
ورافق الحملة نشر فيديوهات وشهادات لمدمنين على مخدر "البوفا" لتسليط الضوء على الآثار الوخيمة لهذا المخدر على الصحة الجسدية والنفسية للمدمنين عليه.
وتشن السلطات الأمنية حملات أمنية باستمرار من أجل توقيف كل من يثبت تورطه في ترويج هذا المخدر وغيره من المؤثرات العقلية التي تنتشر خاصة في صفوف الشباب والمراهقين.
ما هو مخدر "البوفا"
• مخدر "البوفا" أو "كوكايين الفقراء" كما يطلق عليه البعض، عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية من بينها الأمونياك حتى تتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال.
• يتم استهلاكه عن طريق الاستنشاق أو التدخين.
• يبلغ سعر الغرام الواحد منه حوالي 5 دولارات.
تحذيرات من خطر "البوفا"
تحت وسم " كلنا من أجل محاربة البوفا" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات وتعليقات المتفاعلين حول المخاطر التي يخلفها مخدر "البوفا" على صحة وسلامة المتعاطين وانعكاسات ذلك على محيطهم.
وكتب أحد المغردين على تويتر ويدعى أنس: "المراهقون صيد سهل لهذا السم القاتل.. البوفا أو أي مخدر آخر هو دمار لك ولعائلتك، يبدأ بوهم نشوة ثم تجد نفسك عرضة لكافة الأمراض، ومدمن من أول استهلاك".
من جانبه غرد بدر قائلا: "مخدر البوفا من أسرع المخدرات التي تقوم بالتأثير على الجهاز العصبي والتي لم يعد ممكنا حصره أو إيقاف زحفه على الشباب رغم ما تقوم به الجهات الأمنية من إجراءات لمحاربة ومكافحة المخدرات".
أما منير نافع فقد كتب على "فيسبوك"، أن "البوفا مخدر يدق ناقوس الخطر وبدأ ينتشر ويتوسع ويتوغل وسط المجتمع، فعلى الجميع التصدي لهذا الفيروس الفتاك لأنه سيضر بالجميع وسيترتب عليه عواقب لا تعد ولا تحصى".
تكثيف الحملات التوعوية
في إطار الحملة الرقمية التي تسعى لمحاربة انتشار مخدر "البوفا" وجهت الدعوات إلى الفاعلين المدنيين قصد الانخراط في حملات توعوية في أوساط الشباب والأسر للتوعية بالآثار المدمرة لهذا النوع من المخدرات.
ويرى الحسين البغدادي، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات، أن السعر الرخيص لمخدر "البوفا" والذي يصل إلى 50 درهما للكيلوغرام الواحد (حوالي 5 دولارات) يعد من بين العوامل المساهمة في انتشاره وزيادة الاقبال عليه.
وعن خطورة هذا المخدر وكيفية مجابهته قال البغدادي لموقع "سكاي نيوز عربية":
• توسع دائرة المتعاطين لهذا النوع من المخدرات لتشمل فئات عمرية مختلفة وفي كلا الجنسين.
• يشهد رواجا في المدن الكبرى والصغرى وكذلك في المناطق القروية.
• لحملات التوعية دورا محوريا للتحسيس بمدى خطورة مخدر "البوفا".
• الحد من انتشار هذا المخدر يتطلب تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين سواء كانوا فاعلين مدنيين أو سلطات أو غيرها بهدف تجفيف منابع ومصادر هذا المخدر.
• من الضروري تشديد العقوبات على المتورطين في ترويج هذه الأصناف من المخدرات المدمرة والتي تشكل تهديدا لسلامة وصحة الشباب.
سهولة الإدمان وصعوبة العلاج
يحذر المختصون التربويون والنفسيون من خطورة مخدر "البوفا " الذي يمكن السقوط في فخ الإدمان عليه بسهولة، ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي مما قد يدفع المتعاطي إلى إيذاء نفسه أو الآخرين.
وأشارت أمينة الحساني الأخصائية والمستشارة في المجال التربوي إلى خطورة هذا المخدر تكمن في سرعة الانتقال من مرحلة لأخرى في التعاطي، حيث سرعان ما ينتقل الشخص من الرغبة في التسلية والنشوة إلى مرحلة الاحتياج والتي تتفاقم بسرعة للوصول إلى مرحلة الإدمان.
ووفق تصريح الحساني لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن:
• "البوفا" قد يدخل المدمن في دوامة وفي صراع نفسي واضطرابات قد يقوده إلى التفكير بالانتحار.
• هذا المخدر والذي يتم تناوله أحيانا مع مواد مخدرة أخرى ويؤثر بشكل مباشر على الدماغ، يعتبر من المخدرات التي يصعب العلاج من الإدمان عليها.
• أغلب شهادات الشباب الذين استطاعوا التخلص من الإدمان أكدوا بأنهم نجحوا في ذلك بفضل عزيمتهم، وبفضل دعم ومساندة أسرهم التي واكبتهم طيلة رحلة العلاج.
• من الضروري إقامة جسر بين مراكز العلاج من الإدمان والأسر لفهم الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى اللجوء إلى هذا المخدر وغيره من المخدرات.