حدّاي الخيل أو البيطار.. أي الشخص الذي يركب حدوة الخيل، مهنة تكاد تنتهي في الأردن، رغم أهميتها. فهذه المهنة تحتاج لمواصفات معينة، أهمها أن يجيد البيطار لغة التواصل مع الحصان.
ليث من الجيل الشاب الذي توارث مهنة بيطار الخيول التي عشقها وأعطاها الكثير، أين يقوم بصناعة حدوة الحصان. فينكب على تنظيف الحافر.. أين تُزال الزوائد التالفة، وتُقلم الأظافر، والحدوة هي قطعة معدن يتم تركيبها أسفل الحافر، لحمايته أثناء المشي والحركة، ولكل نوع منها استعمال.
ويشرح ليث البدري العملية قائلا: "كل حصان يحتاج حدوة معينة، فخيل القفز تختلف احتياجاته عن خيل الماراثون وخيل تريساج، فكل حصان له طريقة حدو معينة، فهناك لغة تواصل مع الحصان تنشأ أثناء عملية تركيب الحدوة.. أشعر وكأن الحصان يشكرني".
بعد تركيب الحدوة، يتم تجربتها عن طريق هرولة الحصان، للتأكد من أن جميع القطع المعدنية متوازنة، وحسب مقاسات الحوافر.. والحدوة يجب استبدالها باستمرار للمحافظة على صحة وسلامة الحصان.
ويقول مالك الخيول، عوني التل: "يحتاج الحصان خلال فصل الصيف إلى تغيير الحدوة كل 35 يوم وفي الشتاء تتم كل 40 يوما، فاختلاف الجو يؤثر على حافر الحصان، والأفضل أن يتم التعامل مع بيطار واحد أو اثنين على الأكثر لتركيب الحدوة".
والبيطار مهنة متعِبة تحتاج للصبر والتحمل والدقة، ودقتها تنعكس سريعا على مظهر الحصان أثناء الركوب أو المسير، والأهم أن مهنة البيطار مازالت قائمة رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها اليوم.
وتشكل مهنة البيطار مصدر دخل لأصحابها، وفئة قليلة، بقيت متمسكة بها وتحافظ على تقاليد هذه المهنة، مدفوعة بعشقها وحبها للخيل.