أثار تحطيم عربة الطعام "ماريا فوود" التي تملكها سيدة عراقية تدعى ماريا في بغداد من قبل "أحد موظفي" البلدية موجة غضب وتعاطف، بعد أن انتشر مقطع فيديو لها وهي تبكي بحرقة.

وانتشر مقطع فيديو لماريا وهي أمام كشكها المحطم على منصات التواصل الاجتماعي، متهمة أحد المسؤولين عن إزالة محلات التجاوزات في أمانة بغداد، بابتزازها لإجبارها على دفع مبلغ مليون دينار عراقي له أسبوعيا (حوالي 700 دولار).

وقالت ماريا إنها رفضت دفع المبلغ، مما دفع المبتز لوفقها وكسر عربتها وتخريبها، حسب قولها.

وأضافت: "لو كنت أكسب مليون دينار كل أسبوع لقمت بافتتاح مطعم"، كاشفة أنها بعملها هذا أثبتت أن "المرأة العراقية يمكنها النجاح والاعتماد على نفسها".

واستطردت متسائلة: "لماذا تحطمون أحلامنا؟ أنا أعمل 14 ساعة في اليوم كي لا أحتاج لأحد، وبالنهاية يُهدم حلمي هكذا ببساطة"، مناشدة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالتدخل لإنصافها.

وكشف الحساب الرسمي لعربة "ماريا فوود" على منصات التواصل الاجتماعي، أن ماريا "ترقد في المستشفى" من شدة صدمتها وتأثرها من فقدانها مصدر رزقها.

رئيس الحكومة يتدخل

ومع تعاطف العراقيين الواسع مع قصة ماريا، دخل رئيس الوزراء العراقي على الخط، حيث أكد مستشاره هشام الركابي في تغريدة على "تويتر"، أن "شياع السوداني وجّه بفتح تحقيق ومحاسبة كل من ابتز ماريا باسم الدولة".

جاء ذلك بعد أن وجه أمين بغداد عمار كاظم بإعادة كشك "ماريا فوود" وإحالة الموظف الذي حطم العربة للتحقيق، عقب مكالمة أجراها مع السيدة، ليؤكد "تضامنه الشديد" معها ومع مشروعها، وتقديم "الدعم الكامل لها" من قبل أمانة العاصمة، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).

أخبار ذات صلة

عمرها 100 عام.. عجوز عراقية تتعرض إلى التعنيف والشرطة تتدخل
أول "تاكسي نسائي" ظهر في العراق.. ما الدافع؟
تكلمي هناك من يدعمكِ

غضب عارم

وصب رواد المنصات الاجتماعية جام غضبهم على من يقف خلف هدم كشك الطعام الذي تملكه المرأة التي تعيل أسرة وتعتمد على نفسها، مطالبين الجهات المختصة بمعاقبة ومحاسبة "مبتزي ماريا".

وفي هذا الصدد، قالت الباحثة الحقوقية والاجتماعية نوال الإبراهيم، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • "دموع ماريا وصرخات استغاثتها الصادقة حولت مأساتها لقضية رأي عام، إذ تكشف كيف أن الجشع والطمع واستغلال المناصب والمهن الوظيفية الحكومية، أصبح مصدر كسب غير مشروع لدى البعض، وهو ما قد تكشفه نتائج التحقيق في القضية".
  • "أمثال ماريا من المكافحين في سبيل تأمين قوتهم وقوت أطفالهم، وفي سبيل تحقيق أحلامهم المهنية والحياتية، جديرون بالتقدير والتشجيع وليس بالابتزاز والاعتداء عليهم".
  • "الفيديو الذي نشرته ماريا والصدى الواسع الذي أحدثه أوصل صوتها لأعلى المستويات في الحكومة والدولة، وكشف مجددا الدور الكبير الذي تلعبه منصات التواصل في تحريك الرأي العام بل وتوجيهه".
  • "نحن في عصر تدفق المعلومات، وبإمكان صرخة ودمعة تذرفها سيدة مظلومة أن تقلب الدنيا على رأس ظالميها والمعتدين عليها".
  • "لا شك أن سرعة الاستجابة الحكومية في هذه القضية التي هزت العراقيين، هي مبعث طمأنة وارتياح لدى الناس".