عبرت مسرحية "سيناريو مواطن لبناني" التي عرضت على خشبة عدة مسارح في لبنان، عن الواقع المرير الذي يعاني منه الشباب اللبناني، بعد أربع سنوات من دخول البلاد في أزمة سياسية ونقدية، تحولت إلى أزمة معيشية تلقي بظلالها على كافة شرائح المجتمع.
وتحاكي المسرحية وهي من تأليف وإخراج هشام جلول، حال المواطنين في لبنان ومعاناتهم من الغلاء المعيشي والفساد، ليتحولوا إلى عاطلين عن العمل أو باحثين عن سبيل للهجرة إلى دول أخرى لتأمين لقمة العيش، إضافة إلى تدهور الحال الصحية وفقدان الأدوية، وعدم تأمين الدولة لأدنى واجباتها من مياه وكهرباء وبنى تحتية.
وركز الممثلون في المسرحية على حاملي الشهادات الذين لا يجدون فرص عمل، بعد تخرجهم من الجامعات في لبنان، فيستمرون بالبحث عن أفق، في حين يسعى البعض إلى الهجرة للهروب من الواقع الحالي، ويفكر البعض القليل الآخر بالانتحار بعد انسداد الأفق.
الكوميديا السوداء
ويقول جلول وهو يقوم أيضاً بلعب دور سامي في المسرحية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قصة المسرحية تتناول المصيبة التي جمعت عدة شبان قرروا الهجرة، لكن لم يستطيعوا تحمل مرارة الغربة، فبعد أن اتفقوا على الهجرة، عادوا وانقسموا فقرر بعضهم العودة الى لبنان وتحمل المعاناة، بينما بقي الآخرون في الخارج معتبرين أنه القرار الأفضل لهم لتأمين معيشة لائقة.
والمسرحية من أداء عشرة ممثلين شباب حضروها في ثلاثة أشهر أشهر، كما جرت الاستعانة بلوحات من بعض الأغاني، إلى جانب استخدام الكوميديا السوداء، حيث يرى الفرد الواقع المأساوي ويجسد شكواه بطريقة ساخرة.
من جهته، قال الممثل محمد الأيوبي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، والذي قام بأداء دور عباس الشاب الهزلي والذي لا قيمة لديه للحياة وما تجلبه الأيام ضمن سياق كوميدي، إنه كان من الصعب على من يشاهد العرض المسرحي ألا يتأثر بالسيناريو والأداء لأنها تحاكي واقع لبنان.
قرار الانتحار ثم زواج من أجنبية
وقام الأيوبي بأداء دور الشاب الفاشل الذي فقد الأمل وقرر الانتحار، وهو ما حصل مع البعض في لبنان، ممن فقدوا الأمل والحلول ولجؤوا إلى التفكير في الانتحار، لكنه وجد الأمل فجأة عبر الزواج من فتاة لديها جنسية أجنبية، يمكن لها أن تغير حياته في بلدها الأم، حيث تؤمن دولتها له ما فقده في لبنان.
شهادات عليا دون وظيفة
أما الشاب الممثل محمد الشامي فكشف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه قام بأداء دور يزن الشاب المتعلم والحاصل على العديد من الشهادات، ذات المستوى الثقافي العالي، لكنه لم يتمكن من العثور على فرصة عمل له، فكان مع فكرة الهجرة لأنه كان متأكداً من أنه سيجد الوظيفة أو العمل المناسب مع شهاداته في الخارج.
ويضيف جلول أن المسرحية تضيء على السفر، لأن هذه الخطوة قد تكون موفقة، لكنها قد تمنى بالفشل أيضا.