وقع منتدى أبوظبي للسلم مذكرة تفاهم مع الأكاديمية البابوية للحياة ، تؤسس لشراكة تعاونية تركز على معالجة القضايا الأخلاقية في البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا.
تم توقيع المذكرة خلال استقبال العلامة عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، اليوم في أبوظبي، المطران فنسيس باليا، رئيس الأكاديمية البابوية للحياة.
وتناول اللقاء أهمية العمل المشترك من أجل السلام، انطلاقا من تثمين القيم الإيمانية والإنسانية المشتركة، وإحياء قيم السلام ومبادئ التعاون والتعارف، بدل الخصام والنزاع.
وأشاد المطران باليا بما شاهده في الإمارات من تجسيد عملي لقيم التسامح والأخوة الإنسانية وإعلاء قيم الحياة، وكرامة الإنسان، مضيقا أن النموذج الإماراتي في التسامح هو نموذج حري بدول العالم أن تستلهم منه ،مؤكداً حرص الفاتيكان والأكاديمية البابوية للحياة، على شد أواصر التعاون مع المؤسسات العالمية الناشطة في مجال السلام وقيم الفضيلة، وعلى رأسها منتدى أبوظبي للسلم.
ومن جانبه رحب العلامة بن بيه بالمطران فرانسيس باليا مثمنا إشادته بالنموذج الإماراتي في التسامح ومؤكدا على أصالة ذلك النموذج واستدامته ، تلك الأصالة المستمدة من إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واستمرار هذه النهج في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".
وأكد بن بيه أن دولة الإمارات كانت سباقة إلى تبني رؤية جديدة للسلام وبناء استراتيجية حضارية تقوم على قيم السلام والتعاون، وتوسيع دائرة الصداقات، ومد يد العون للجميع، والتعاون على كل ما فيه نفع الإنسانية، مذكرا بأن منتدى أبوظبي للسلم قد انخرط إلى جانب الأكاديمية البابوية للحياة والحاخامية اليهودية في شهر يناير الماضي في نداء روما للذكاء الاصطناعي، انطلاقا من الوعي المشترك بضرورة بناء نموذج جديد لإنسانية الغد، نموذج يحقق التوازن بين القيم.
وخلص اللقاء إلى تأكيد أن القيم الدينية والإنسانية ما تزال قادرة على أن تسهم إيجابيا في تقديم الحلول الناجعة لمشاكل البشرية، لا سيما المعضلات الأخلاقية والوجودية التي تصاحب ثورة المعلومات الجديدة والإمكانات الخارقة التي أتاحها الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق في تاريخ الإنسانية.
وفي ختام اللقاء، وقع الشيخ المحفوظ بن بيه الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم ونيافة المطران باليا، مذكرة تفاهم، تؤسس لشراكة تعاونية بين منتدى أبوظبي للسلام والأكاديمية البابوية للحياة، تركز على معالجة القضايا الأخلاقية في البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا، مع التركيز بشكل خاص على أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كما تهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز ثقافة التسامح والحوار المستمر الذي يدمج التكنولوجيا والأخلاق والفلسفة واللاهوت، مع الاعتراف بتأثير البحث العلمي على مختلف جوانب الحياة البشرية.