تأمل تونس مع انطلاق الموسم السياحي الصيفي لعام 2023 في استقطاب أكثر من 9 ملايين سائح واستعادة المؤشرات السياحية لفترة ما قبل جائحة كورونا في عام 2019، وتعول البلاد التي تعاني أزمات اقتصادية خانقة على قطاع السياحة لدعم اقتصادها ورفع إيراداتها من العملة الصعبة.
وأكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، أحمد باللطيف أن تونس استعادت أكثر من 30 بالمائة من حجوزات أسواقها التقليدية ومثلت الوجهة الأولى لسياح دول فرنسا وألمانيا وإنجلترا، فضلا عن استقطابها لحجوزات مرتفعة من دول أوروبا الشرقية.
وأفاد باللطيف بأن جزيرة جربة هي الوجهة الأكثر طلبا لدى السائح الأوروبي، تليها مدن سوسة والمنستير، ثم الحمامات والمهدية ومنطقة قمرت بالعاصمة.
وقال رئيس جامعة وكالات الأسفار في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية إن "المؤشرات المسجلة حتى منتصف مايو تبشر بموسم سياحي ممتاز يتفوق على موسم السنة السياحية المرجعية 2019 أي قبل جائحة كورونا"، مشيرا إلى استبشار العاملين بالسياحة بالنسق التصاعدي للحجوزات الذي يتواصل إلى ما بعد الصيف وحتى 15 نوفمبر، مسجلا امتيازا جديدا للقطاع بأن الموسم السياحي لم يعد يقتصر على أشهر فصل الصيف فقط.
ولفت باللطيف إلى أن تونس تعمل في الثلاث سنوات الأخيرة على تنويع المنتوج السياحي وعدم الاقتصار على السياحة الشاطئية بتطوير خدمات السياحة الثقافية والبحرية والصحراوية التي مازالت تحتاج وقت أكثر للترويج.
يذكر أن إيرادات القطاع السياحي في تونس خلال الربع الأول من العام الحالي تجاوزت المليار دينار، (حوالى 326.7 مليون دولار)، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي، لتسجل السياحة التونسية نموا في العائدات بنسبة 60 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد توافد 6.4 ملايين سائح، مع عائدات بقيمة 4.2 مليارات دينار تونسي، واعتبره خبراء الاقتصاد دليلا على بداية تعافي السياحة بعد سنوات صعبة خلفتها أزمة وباء كورونا و فاقمتها الحرب في أوكرانيا التي تسببت في فقدان تونس لنصف مليون سائح روسي.
من جهته، وصف مندوب السياحة بمدينة الحمامات الجنوبية خالد قلوعية أرقام الحجوزات الفندقية المسجلة حتى 10 مايو بالمتميزة، مؤكدا أن" الحمامات سجلت ارتفاعا في عدد الوافدين قدر بـ 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فضلا عن عودة واضحة للسوق الأوروبية".
وأضاف أن المؤشرات السياحية المسجلة في تونس بعد حادث كنيس اليهود في جربة تؤكد عدم وجود أي إلغاءات لحجوزات النزل ووكالات السفر في مختلف المدن السياحية.
وكانت جزيرة جربة أبرز المنتجعات السياحية الواقعة جنوب تونس قد شهدت في 9 مايو الجاري حادث إجراميا استهدف كنيسا لليهود و خلف قتلى و جرحى.
بدوره، أكد مندوب السياحة بمحافظتي سوسة والمنستير توفيق القايد في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن استعداداتهم لتأمين الموسم السياحي الصيفي ولضمان جودة الخدمات تسير على قدم وساق بهدف إنجاح الموسم الذي بدأوا الإعداد له منذ ديسمبر الماضي.
وقال القايد "حجوزات الصائفة رائعة حتى أننا بدأنا الإعداد للموسم الشتوي".
هذا وتعد السياحة في تونس مورد رزق لأكثر من نصف مليون مواطن بشكل مباشر وضعفهم بشكل غير مباشر، كما تعد أبرز مصادر توفير العملة الصعبة للبلاد بعد تحويلات المغتربين ورافد مهم لاقتصاد البلاد.