"عمر لافراز"، هو عنوان أحدث أفلام الممثل الفرانكو جزائري رضا كاتب، والذي سيكون نافذة الجزائر على الدورة الـ76 لمهرجان "كان"، من خلال العديد من القصص التي صورت في البلاد بعدسة كاميرا المخرج إلياس بالقادر.
ويعتبر الفيلم التجربة الروائية الطويلة لإلياس بلقادر، وتشارك في بطولته الممثلة الجزائرية مريم عميار والممثل الفرنسي بينوا ماغيميل، بالإضافة إلى العديد من الوجوه الجزائرية التي تحظى بهذه الفرصة الأولى في مسارها الفني.
الأمر بالنسبة لبطل الفيلم رضا كاتب، الذي يجسد دور عمر الملقب بـ "لافراز"، كان بمثابة الفرصة المهمة التي جمعت ممثلين من أصول جزائرية مع ممثلين جزائريين محليين في عمل شيق ومختلف.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" قال كاتب: "عملنا معا لمدة ثلاثة أشهر من التصوير في شوارع وأحياء الجزائر وحتى الصحراء".
وأضاف: "هذه التجربة خرجت بعمل، يشكل نافذة للجزائر على العالم".
وتابع: "يعرض الفيلم قصصا بسيطة وحكايات تعيش في الظل بين الأحياء الشعبية وبين جدران المدن القديمة".
ويسرد الفيلم قصة شاب يدعى عمر، من أصول جزائرية كان له ماض أسود في باريس، ويقرر العودة إلى الجزائر بعد أن حكم عليه بالسجن.
وبانتقاله إلى الجزائر تتحول القصة إلى ما يشبه الفكاهة والدراما الساخرة.
ويتوقع كاتب أن يجد الفيلم صدى كبيرا عند عرضه بدور السينما في فرنسا، التي بها أكثر من 6 ملايين فرنسي من أصول جزائرية.
وأشار كاتب إلى أن "مثل هذه القصص هي حلقة الوصل بين ضفتي البحر المتوسط. لقد حاولنا أن نقترب من تلك التفاصيل التي يحن إليها كل من يعيش في الغربة".
وخلال تجربته في "عمر لافراز"، لاحظ كاتب شجاعة الفنانين الجزائريين والتقنيين، وخبرتهم ومعرفتهم بأبسط تفاصيل المهنة، لافتا إلى أن ما ينقصهم هو الدعم المالي فقط.
إحساس ابن المهاجر
بالإضافة إلى الجنسية الفرنسية، يمتلك كاتب الجنسية الجزائرية، حيث عبّر عن إحساسه كحفيد لابن أحد المهاجرين الجزائريين قائلا: "مهما يكن المكان الذي جئنا إليه فنحن بإمكاننا أن نأخذ مكانتنا في المجال الذي نبدع فيه".
وعن حياته في فرنسا، قال كاتب: "والدي المسرحي الجزائري مالك الدين كاتب، هاجر في الماضي إلى فرنسا للعمل، ودوري اليوم توطيد تلك العلاقة بين الجزائر وفرنسا".
وشدد كاتب على أن "فرنسا هي البلد الذي كبرت فيه وأتكلم لغته، وخطوت فيه أولى خطواتي في الحياة وهذا هو حال الملايين من أبناء الجالية. تلك الازدواجية، تبدو متعبة وخصوصا في مرحلة المراهقة، أما اليوم فربما لأنني محظوظ، وقد نجحت في تحقيق مسار مهني جيد، فقد أصبحت أشعر بالفخر أكثر".