أشادت فعاليات الحركة الأمازيغية والحقوقية في المغرب بقرار العاهل المغربي الملك محمد السادس اعتماد رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية في المملكة، معتبرين هذه الخطوة محطة مهمة في مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في البلاد.
وأعلن الديوان الملكي المغربي، مساء الأربعاء، أن الملك محمد السادس أقر رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها في المملكة.
وأوضح البيان أن العاهل المغربي أعطى توجيهاته إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل قرار إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية وطنية.
ويحتفل الأمازيغ في المغرب برأس السنة الأمازيغية في 13 يناير من كل سنة، ويوافق هذا العام سنة 2973 بالتقويم الأمازيغي.
ويتم خلال هذه المناسبة إحياء طقوس وعادات متوارثة منذ مئات السنين تحتفي بالأرض وخيراتها.
امتداد للمبادرات الملكية
وقد وصفت مكونات الحركة الأمازيغية في المغرب قرار منح عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية على غرار رأس السنة الهجرية والميلادية، بالقرار "التاريخي" الذي يتجاوب مع مطالب مناضلي القضية الأمازيغية.
تقول الناشطة الأمازيغية والمستشارة المكلفة بالملف الأمازيغي في ديوان رئاسة الحكومة أمينة بن الشيخ، إن قرار اعتماد رأس السنة الأمازيغية هو امتداد للمبادرات الملكية التي تولي عناية خاصة باللغة الأمازيغية والتي تشكل أحد مكونات الهوية المغربية.
وتضيف بن الشيخ في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن المبادرات الملكية انطلقت منذ سنة 2001 في الخطاب الملكي بأجدير (شمال المغرب) وبعدها تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ثم الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية في دستور 2011.
وتعتبر المتحدثة، أن القرار الملكي يأتي للتأكيد على أن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مختلف المجالات يسير في الطريق الصحيح، ويمنح دفعة للحركة الأمازيغية من أجل الاستمرار في النضال من أجل تحقيق مكاسب أخرى.
قرار تاريخي
ويطالب الأمازيغ في المغرب منذ سنوات بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وخاصة منذ اعتماد اللغة الأمازيغة لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية في دستور 2011، غير أن هذا المطلب ظل يراوح مكانه بينما يتجدد النقاش حوله بالتزامن مع احتفالات رأس السنة.
يرى المنسق الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بوبكر أونغير، أن القرار الملكي هو قرار "تاريخي وحكيم" ينسجم مع روح الدستور المغربي الذي يعكس تنوع الثقافة المغربية بجميع مكوناتها.
ويتابع أونغير في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن هذا القرار يكتسي دلالة رمزية بالغة، ويعتبر رسالة واضحة تؤكد استمرار العاهل المغربي في النهج الإصلاحي الذي تبناه منذ اعتلائه العرش.
ويدعو الناشط الأمازيغي إلى تضافر جهود جميع القوى السياسية والمدنية لإنجاح مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والإسراع بتنزيل القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية وإدماجها في مختلف مجالات الحياة.
رمزية "إيض يناير"
ويحرص الأمازيغ في المغرب على الاحتفال كل عام برأس السنة الأمازيغية أو "إيض يناير" أو "حاكوزة" من خلال تحضير أطباق خاصة بهذه المناسبة وإحياء العادات والتقاليد التي تؤكد التشبث والارتباط بالأرض.
وبالتزامن مع الطقوس الاحتفالية الشعبية تنظم كذلك لقاءات وندوات أكاديمية للتعريف بالثقافة الأمازيغية والحديث عن رمزية الاحتفال بهذه المناسبة.
يقول الباحث في الثقافة الأمازيغية الحسين البويعقوبي، إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في المغرب وشمال إفريقيا عموما يمثل احتفالا بالأرض وما تجود به من خيرات، ويبرز متانة العلاقة التي تربط الإنسان بالأرض.
ويتابع البويعقوبي لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هذا التقليد القديم يؤكد تشبث المغاربة بهويتهم وجذورهم ومدى عراقة تاريخ المملكة وتنوع ثقافتها ومكوناتها الأصيلة.
ويشدد الباحث الأمازيغي، على أن قرار اعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر وعيدا وطنيا سيعطي زخما جديدا لهذه الاحتفالات التي تحظى باحتضان شعبي ورسمي.