تعتبر "العيدية" من متممات العيد في معظم المناطق اللبنانية، حيث يحصل عليها الأطفال من الأهل والأقارب، لتصبح رأسمالهم لتأمين مورد مالي للصرف خلال يوم العيد، إلا أن الأزمات الاقتصادية أصابتها هذا العام في مقتل .
وبالرغم من الأرقام الكبيرة التي وصلت إليها "العيدية" اليوم في لبنان، فقد بقيت عاجزة عن تأمين مستلزمات الأولاد وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم خلال هذا اليوم، وسط الميزانية المرهقة للأهل والأقارب.
إلى أين وصلت "العيدية"؟
- تتراوح العيدية حاليا ما بين 100 و300 ألف ليرة (بين دولار و3 دولارات)، وهو مبلغ يثقل كاهلهم خاصة أنه كان في الأعوام السابقة مبلغا زهيدا.
- يعطي بعض الأهل العيدية لأولادهم بشكل مسبق، ليتمكنوا من شراء ثياب العيد وبعض الألعاب التي كانوا يحلمون بالحصول عليها منذ أشهر.
- من جهة أخرى، كانت المشاركة في الألعاب في ساحات العيد مكلفة ماديا، واستنزفت القسم الكبر من العيدية، واقتصرت ساعات الفرح للأطفال على لعبة أو لعبتين، حسب الإمكانيات المادية، مع إبقاء بعضها لشراء الحلوى والعصير والشطائر.
اتيكيت تقديم العيدية
قيمة مفقودة
وفي هذا الصدد، قالت خبيرة علم الاجتماع، أديبة حمدان، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "العيدية في هذه الأيام فقدت قيمتها المعنوية، وساهمت الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار في إفقادها قيمتها المادية، بالرغم من زيادتها بشكل كبير لمواكبة التغيرات الحاصلة في الأسعار".
- "على الصعيد التربوي، أهملنا الهدايا التربوية، وهي الهدايا الرمزية التي قد يكون لها أثر أكبر من الهدايا المادية، إذ لا يقتصر معنى العيد على إعطاء المال للأطفال، بل يتعداه إلى تبادل الزيارات بين الأولاد والأقارب وتنمية العلاقات الاجتماعية والأسرية".
- "عوّد الأهل أولادهم على الهدايا المادية من دون قيمة فكرية ومجتمعية، وأولادنا حتى الآن غير مهيئين لاستبدال العيدية بالألعاب التربوية أو الفكرية".
- "مهما ارتفعت قيمة العيدية المالية فقد بقيت دون جدوى كبيرة، لأن الأزمة الاقتصادية ألغت بشكل كبير قيمة الليرة اللبنانية في مجتمع لا يزال بمعظمه يتقاضى رواتب متواضعة القيمة بالليرة، تعجز عن شراء لعبة أو حتى قطعة حلوى وبعض السندويتشات".
- "العلاقات الاجتماعية والقيم اختلفت في العيد، وأذواق أولادنا اختلفت كذلك، ويجب ألا نهمل هذه الحقيقة، خاصة أن مظاهر الاحتفال بالعيد عند أولادنا تغيرت".
- "طبعا يؤخذ بعين الاعتبار العبء المادي الكبير على الأهل والأقارب، وقد يكون الرجوع الهدايا التربوية غير المكلفة ماديا، مثل القصص والهدايا البسيطة أو القيام بأنشطة أخرى يمكن أن تكون نشاطا رياضيا مع الأصحاب، حلا جيدا خلال الوقت الحاضر".
عن تجربة
من جانبه، تحدث الناشط الاجتماعي والصحفي، محمود النابلسي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن تدهور العيدية اليوم في لبنان، قائلا:
- "أعطيت أولاد أخي مبلغ مليون ليرة، وهو أكثر ما أستطيع تقديمه لأفرحهم في العيد".
- "قبل الأزمة كانت العيدية تشتري للأولاد ثياب العيد والألعاب والحلوى، أما حاليا فمهما زاد الأهل من قيمتها تبقى ضئيلة، ولا تزيد في معظم الأحوال عن بضعة دولارات".
- "أعرف الكثير من الأصحاب والأهل أعطوا العيدية لأطفالهم وأقاربهم قبل العيد بأيام، حتى يتمكن أهلهم من شراء ثياب العيد لهم من السوق الذي زادت أسعار الملابس والسلع فيه بشكل كبير، مع بلوغ سعر الدولار فيه عتبة الـ100 ألف ليرة".