استقبل العراقيون عيدا ماطرا هذا العام، حيث شهدت العديد من المحافظات هطولا للأمطار في أول أيام عيد الفطر، والتي توقعت هيئة الأنواء الجوية احتمال تساقطها خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وهو ما أضفى أجواءا لطيفة وعليلة على استقبال الناس للعيد .

طقوس عريقة

وتتشابه طقوس الاحتفاء بعيد الفطر في مختلف المحافظات العراقية، حيث يقوم الأقارب والجيران والأصدقاء تبادل الزيارات التهاني بالعيد، وكذلك يقومون مع ساعات يوم العيد الأولى بزيارة قبور ذويهم وأحبائهم، في عادة متأصلة يحرص العراقيون على الالتزام بها في كل عيد.

أخبار ذات صلة

عيد برائحة الموت في الخرطوم.. مشاهد من كارثة السودان
أزمات قاسية تلاحق السوريين في عيد الفطر

 

البيت الكبير

ومن ثم يتجمع عادة أفراد العائلة في منزل الوالدين أو البيت الكبير كما يقال في "أرض الرافدين"، حيث يجتمعون على مائدة فطور العيد المكونة من أطباق تقليدية أبرزها الكاهي بالقيمر (عجينة هشة ومقرمشة تدهن بالقشطة البلدية والعسل والفستق المبشور، ومن ثم تغطس بشيرة السكر)، ثم يتناولون وجبة الغداء، وما يعقبها من تناول الحلويات والسكاكر، وفي مقدمها الكليجة العراقية الشهيرة والتي تحرص الأمهات وربات البيوت العراقيات عادة على إعدادها عشية يوم العيد، والتي تباع كذلك جاهزة في الأفران ومحلات الحلويات.

الإفطار الدسم

  • لكن وجبة الطعام الرئيسية في العيد تقدم صبيحة اليوم في بعض المناطق العراقية كما في البصرة ومحافظات إقليم كردستان، ففي قضاء الزبير بمحافظة البصرة أقصى جنوبي العراق مثلا، تنتشر عادة ريوك العيد حيث الإفطار الجماعي صباح العيد في الحواري والأحياء، والذي يتكون من أكلات شعبية تقليدية مكونة غالبا من الأرز ولحوم الغنم والدجاج.
  • وجرت العادة في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك شمالي البلاد، على تناول الفطور بعيد أداء صلاة العيد، والمكون من الأرز واللحم والذي يقدم بجانب يخنة القيسي أي قطع المشمش المطهوة مع قطع اللحم والمكسرات وصلصلة الطماطم، أو مع يخنة الفاصوليا البيضاء التي تعد طبقا يرافق مناسف العيد العراقية كظلها.

أخبار ذات صلة

عيد الفطر في الأردن.. تحديات اقتصادية تربك حسابات المستهلكين
لاحتفالات آمنة.. الحكومة المصرية تجهز خطة طوارئ لعيد الفطر

  أمسيات العيد

  • في المساء تكتظ الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى ومدن الألعاب والملاهي، حيث يتقاطر الناس عليها لقضاء أوقات ممتعة ملؤها المرح والفرح، ولا سيما بالنسبة للأطفال ممن يرتدون عادة ملابسهم الجديدة بمناسبة العيد ويمارسون اللهو واللعب.
  • رغم ما تعيشه البلاد من تضخم وغلاء على وقع أزمة سعر صرف الدولار الآخذة في التراجع تدريجيا، وهو ما انعكس على بعض عاداتهم الاستهلاكية، لكن الناس هنا حريصون عامة على الاحتفاء بمقدم العيد والاستبشار خيرا به.
  • تقول سهاد عثمان وهي ربة منزل عراقية، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية:
  • ككل عيد أعكف قبل حلول العيد بيوم على إعداد حلوى الكليجة وبكميات كبيرة، حيث أقوم بتوزيعها على الجيران وتقديمها كضيافة عيد، حينما يجتمع أولادي وأحفادي وزوارنا خلال أيام العيد.
  • رغم أن إعداد هذه الحلوى التقليدية ليس يسيرا ويتطلب جهدا وتعبا، ورغم أن أولادي يحاولون ثنيي عن تجشم عناء صنعها، لكنني أصر على ذلك حيث طيلة سنوات طويلة وأنا أصنعها بيدي، ولا تكتمل فرحة العيد لدي إلا عندما أرى أبنائي وأحفادي وهم يتناولونها.
  • رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بصورة عامة، لكن هناك طقوس وعادات راسخة لا يمكن الاستغناء عنها، وخاصة في مثل هذه المناسبات العزيزة كعيد الفطر.