لشهور عديدة، أبحر المؤلف محمد هشام عبية داخل عالم الإمام الشافعي خلال الإشراف على كتابة "رسالة الإمام" في تجربة يراها تحديا كبيرا لندرة الأعمال التاريخية بالدراما المصرية وأهمية الشخصية الرئيسية في العمل، وهو ما استلزم الحرص والدقة خلال تناول الأحداث الواردة بالمسلسل، وفقا لحديثه لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويكشف عبية لموقع "سكاي نيوز عربية" كواليس المسلسل الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي عقب عرضه مطلع شهر رمضان، ساردًا أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل وأجواء التعاون مع المخرج السوري الليث حجو والنجم خالد النبوي فيما يرد على الانتقادات الموجهة إلى "رسالة الإمام".
ويقول عبية لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ اللحظة الأولى تحمست للانضمام إلى المسلسل لكونه يجمع الكثير من عوامل الجذب، تناول سيرة شخصية هامة مثل الإمام الشافعي والعودة إلى الفترة التاريخية التي شهدت مجيئه لمصر وإعادة قراءة المشهد والأحداث السياسية والاجتماعية حينذاك".
التحدي الأكبر
ويضيف عبية لموقع "سكاي نيوز عربية": "أكبر تحد واجه الجميع هو ضيق الوقت، نحن نتحدث عن عمل ضخم يحتاج لتحضيرات هائلة للحفاظ على جودة العمل والإتقان في كافة العناصر التي تظهر أمام الجمهور، لذلك لعب فريق الكتابة دورا عظيما في الانتهاء من الحلقات خلال الوقت المتفق عليه".
ويُشير مؤلف "رسالة الإمام" إلى المجهود الوافر للباحث التاريخي علاء عزت في عمليات البحث عن سيرة الإمام الشافعي والتدقيق في المعلومات المستخدمة داخل حلقات المسلسل منوها لموقع "سكاي نيوز عربية" أن فريق الكتابة كان يعمل على أسس ثابتة وراسخة بناء على المراجعات المستمرة التي جرت أثناء تنفيذ العمل.
وردًا على انتقاد البعض لاستخدام العامية المصرية على لسان أبطال المسلسل التاريخي يذكر عبية: "استقر صناع العمل على هذا الأمر بعد نقاش واسع لأن المصريين وأهل الفسطاط تحدثوا القبطية وقليلا من الفصحى في تلك الحقبة وفي حالة الاستعانة سيتم ترجمتها، فقررنا اللجوء إلى العامية لأن جمهورنا مصري وعربي".
العامية في مسلسل تاريخي
ويسترسل عبية لموقع "سكاي نيوز عربية": “قمنا بوضع العديد من القواعد في كتابة العامية بالمسلسل، استدعى ذلك مجهودا مضاعفا من الفريق أثناء تنفيذ المشاهد أبرزها عدم التطرق إلى كلمات دارجة في العصر الحالي وأن تكون بعض المصطلحات مشتقة من القبطية والفصحى".
وهاجم البعض المسلسل عقب انتشار صورة من العمل لشخصية الإمام الشافعي مرتديا نظارة، وعن ذلك يقول عبية: "حرب غير شريفة ومحاولة متعمدة لتشويه التجربة لأن الصورة من الكواليس ولم تُستخدم أثناء التصوير، حاول البعض اصطناع أخطاء غير موجودة لتشويش المتلقي لكن الجمهور الواعي لم ينخدع".
ويؤكد عبية لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الفنان خالد النبوي نجح باقتدار في استحضار شخصية الإمام الشافعي بقدراته التمثيلية الواسعة وانهماكه بإخلاص في مطالعة الكثير من المراجع والكتب والأشعار الخاصة بالإمام ونقاشه الواعي مع فريق الكتابة حول المعلومات المطروحة عن سيرة بطل المسلسل".
مطالب خالد النبوي
ويردف مؤلف "رسالة الإمام" لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لقد أضاف النبوي الكثير للعمل وخاصة استقبال الجمهور للتجربة، وكان حريصا خلال اللقاءات التي جرت أثناء الكتابة على أن يكون المسلسل شعبيا، يصل لكافة الطبقات مطالبا بتبسيط المسائل الفقهية في مشاهد درامية جذابة".
ويتابع عبية لموقع "سكاي نيوز عربية": "سعدت أيضًا بالتعاون مع المخرج الكبير الليث حجو، ومساحة التفاهم الجيدة بيننا، بدى واضحا تركيزه التام في كافة العناصر الفنية بالعمل ورؤيته الأكثر اتساعا للمشروع، وكانت اختلافاتنا في طريقة عرض بعض الأشياء محدودة للغاية وتنتهي خلال نقاشات مثمرة للغاية".
ويعبر مؤلف "رسالة الإمام" عن امتنانه للجمهور والنقاد المتخصصين الذين التقطوا الروح التي تغلف العمل وأن المسلسل ليس دينيا، بل هو تاريخي يتقاطع مع منجز فقهي للإمام الشافعي خلال وجوده في مصر مُشيرا لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى سعادته بما كتبه متخصصون عن دقة نقل الفسطاط ومعمارها في هذه الفترة الزمنية.
وعن تجاربه القادمة يقول عبية في نهاية حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "تجربة رسالة الإمام دفعتني للتفكير في كتابة عمل تاريخي جديد لعرضه في رمضان القادم في حالة توافر الإمكانيات للقيام بذلك، كما أعمل على كتابة فيلم سينمائي مأخوذ عن رواية أدبية وسأعلن عن مزيد من التفاصيل قريبا".