"إذا اختفى النحل تختفي معه حياة البشر"، مقولة شهيرة للمخترع ألبرت آينشتاين، تبرز سرا عظيما من أسرار الحياة المتجسدة في هذا المخلوق الصغير العجيب.

وفي العراق، يلمس الكثيرون اقتراب نهاية الحياة في أجزاء واسعة من بلادهم بسبب الجفاف الذي انعكس بشكل سلبي على تربية النحل في مناطق مختلفة من مدن البلاد.

مصاعب النحل في العراق

يواجه النحّالون العراقيون مصاعب كثيرة في إنتاج العسل بسبب حالة الجفاف التي حلت بالعراق، بالإضافة الى دخول العسل المستورد الذي يملأ الأسواق العراقية، فضلا عن غزو بعض أنواع غريبة من النحل للعراق. 

ويواجه النحّالون العراقيون مصاعب في إنتاج العسل بسبب الجفاف الذي حل في العراق، حيث دفع انحسار مياه نهري دجلة والفرات مربّي النحل لنقل مناحلهم إلى أماكن أقرب للأنهار.

كما أدت قلة الأزهار بسبب الجفاف لتناقص أعداد النحل المنتج للعسل في العراق، حتى بات العسل المستورد يملأ الأسواق العراقية.

وأدخلت أنواع غريبة من النحل للعراق من دول مجاورة، وهذا سبّب مشاكل للنحّالين، حيث انتشر النحل المستورد دون رقابة عبر إقليم كردستان العراق في الحقول ونشر عدة أمراض.

الأمراض التي حملها النحل الأجنبي للعراق، قضت على أعداد هائلة من النحل العراقي. 

أخبار ذات صلة

رصد "حيوان غامض" بمتنزه أميركي.. وهذه حقيقته بعد "التكهنات"
تعرف على أفضل توقيت لتناول الحلويات في شهر رمضان

وحول الموضوع، قال النحال خيري حسنين، لـ"سكاي نيوز عربية": "قبل كنا نجد في الأشجار الميتة خلايا نحل بداخلها، وتجد فيها كميات غير طبيعية من العسل، لأنه كان يوجد غذاء النحل عندما يخرج يجد الخضرة والأزهار المتنوعة. لكن حاليا لا يوجد شيء. كنا نجد الخلايا في جدار الطين على الطبيعة من دون تدخل أحد أو اعتناء. لا توجد أمراض ولا يوجد تلوث، العسل تجده نقي جدا حتى خلايا النحل تجدها تصل إلى 30 ألف نحلة، بينما اليوم النحل بدأ ينقرض".

 انحسار مياه نهري دجلة الفرات جعل مربي النحل أشبه بالبدو الرحل الذين يتحتم عليهم نقل مناحلهم إلى أماكن قريبة من الأنهار، حيث يكثر الزرع والزهور المطلوبة كغذاء ضروري للنحل المربى.

 وقال النحال مازن جبار لـ"سكاي نيوز عربية": "نحن باستمرار نقوم بنقل النحل الخاص بنا مسافات بعيدة حتى شبهوننا بالرحالة، وذلك بسبب عدم توفر المياه في مناطقنا التي نسكن فيها. لا نستطيع ترك المناحل في محلها بحثا عن مصادر رحيق ومياه، وأحيانا في فصل الصيف نقوم بنقل المياه بسياراتنا الخاصة لأن المياه لا تتوفر في الأماكن التي يوجد فيها النحل".

 ليس الجفاف فقط هو الآفة التي على النحالين مواجهتها لاستمرار عملهم بل النحل المستورد الذي تصدره دول جوار العراق من دون حسيب أو رقيب، خصوصا النحل الإيراني والتركي الذي يدخل عبر إقليم كردستان العراق، وينتشر في داخل الحقول ناشرا معه أمراضا شتى، أتت على أعداد هائلة من أسراب النحل العراقي بحسب العديد من المربين.

 ومع كل ذلك يتمسك النحالون بمهنتهم في ظروف لم يعتادوا عليها من قبل.

وزارة الزراعة العراقية ومن أجل مواجهة خطر انقراض النحل في العراق، أقامت العديد من المختبرات العلمية والبحثية لمواجهة الأمراض المستحدثة التي تصيب النحل وتكبد النحالين خسائر فادحة تضاف إلى خسائر انحسار المياه وفقدان العديد من المساحات المزروعة التي يتغذى عليها النحل.