في مشهد ساحر، تخرج العائلات بجزر المالديف إلى الشواطئ لإقامة موائد الإفطار الرمضانية، في واحدة من الطقوس المميزة للشهر الكريم داخل البلد الواقعة بالمحيط الهندي، وفقا لحديث محمد عريض، أحد المقيمين في العاصمة، لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويؤكد الطبيب الثلاثيني لموقع "سكاي نيوز عربية" أن العادات المصاحبة لرمضان تنتشر في الأيام الأخيرة من شهر شعبان حيث تُقام عزائم في أنحاء جزر المالديف داخل المؤسسات المختلفة، تُسمى "ماهيفون" وتشهد مشاركة الجميع في تناول ما لذ وطاب من الأطعمة المشهورة بالمنطقة.
وتقع جزر المالديف في جنوب قارة آسيا ويصل عدد سكانها لأكثر من نصف مليون نسمة وديانتهم الإسلام، وتضم عددا من الجاليات العربية من بينها الجالية المصرية والفلسطينية والمغربية والسودانية.
وعقب استطلاع هلال رمضان تقوم الدولة بإطلاق مدفع مخصص لتلك المناسبة من أمام وزارة الشؤون الإسلامية.
تغيير الأثاث
ويوضح عريض لموقع "سكاي نيوز عربية": "يعتبر المالديفيون شهر رمضان فرصة لبداية جديدة في حياتهم لذلك يلجأ الكثير منهم إلى إحداث تغيير في بيوتهم سواء باستبدال أثاث المنزل أو شراء أجهزة حديثة وذلك السبب الرئيسي خلف انتشار عروض التخفيضات من الشركات والمحال أثناء تلك الفترة".
ويتابع: "هناك ارتباط وثيق بين الأهالي والبحر، ينطلقون قبل المغيب إلى الشواطئ برفقتهم وجبات خفيفة وتجتمع الأسر لترتيب المائدة سويا فيما ينهمك الأطفال في اللعب داخل الحدائق المنتشرة بالشوارع، وعند سماع صوت الأذان يتناولون الإفطار على مرحلتين".
ويردف: "يحصلون على قليل من الطعام ثم يتجهون سريعا إلى المساجد الكبرى لأداء الصلوات وعقب العودة إلى بيوتهم يستكملون تناول وجباتهم ويطلقون على ذلك (التراويس) بينما يتجه البعض إلى ملاعب صغيرة لممارسة لعبتهم المفضلة في رمضان والعيد وهي (بيابلا)".
لعبة رمضانية
وعن قواعد اللعبة يقول عريض لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل فريق يتكون من 10 لاعبين، يتواجد الفريق الأول في ملعب دائري والثاني يبقى في الخارج ثم يقومون بدفع لاعب منهم للداخل من أجل إخراج أحد الخصوم، ويُصبح الطرف الخاسر هو الذي يفقد جميع أعضائه، وتشهد متابعة واسعة من المشجعين".
ويسترسل استشاري أمراض الأطفال: "المساجد تزدحم بصورة لافتة خلال شهر رمضان، وهناك مقرئين تتم الاستعانة بهم من دول عديدة مثل مصر والسودان وباكستان من أجل الاستماع إلى صوتهم الحسن خلال الصلوات، كما تشهد إقامة موائد طعام للمحتاجين عن طريق التبرعات المقدمة إليهم".
أما عن الأكلات المفضلة في إفطار رمضان بجزر المالديف يوضح الشيف الأردني قصي عمر، الذي يعيش في جزيرة "مالي" منذ 3 سنوات، أن البداية تأتي بتناول التمر ثم "الهيدكا" وهي معجنات تحتوي على سمك التونة ومن بعدها الطبق الرئيسي "الجاروديه" المكون من أرز وسمك مدخن بجانب البيض أحيانا".
ويذكر عمر لموقع "سكاي نيوز عربية": "المواطنون في جزر المالديف يعشقون الأسماك وخاصة التونة فهي جزء أساسي في الأطباق اليومية، ويفضلون أن يكون الطعام حارا للغاية ولا يميلون كثيرًا للحوم والدجاج، وهناك العديد من المشروبات الأكثر انتشارا في الموائد مثل عصير البطيخ أو (الفلودة) لبن مكثف مع بذور الريحان وماء الورد".
وينوه الشيف الأردني بحكم خبرته في العمل بعدد من المطاعم بالعاصمة المالديفية، إلى شغف الأهالي بتجربة الأكلات العربية وخاصة المندي اليمني والفول والفلافل المصرية والشاورما والخبز المصنوع بطريقة مميزة، مشيرا إلى طلبهم المتزايد على الحلويات مثل البقلاوة وأم علي والكنافة.
ويواجه عمر مثل غيره من العرب أزمة في الحصول على كميات كافية من الأطعمة العربية في جزر المالديف مثل الملوخية والبامية والعدس بجانب اللحوم، وفقا لتصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، حيث يتم الاعتماد على استيرادها، لكن مؤخرا بات هناك اهتمام أكبر بسد تلك الاحتياجات في الأسواق.
ويختتم عمر حديثه قائلا: "نحرص على توفير الأغذية العربية اللازمة مع بداية رمضان من أجل استخدامها في تجمعات الجالية على مدار الشهر الكريم، حيث نلتقي بأعداد كبيرة على البحر أو في أماكن واسعة نتذوق سويا طعام كل دولة ويمضي الوقت في الأحاديث الممتعة".