في وعاء ضخم يحتوي على حساء يغلي، يقدم رجل خمسيني من أهالي غزة طبق الجريشة المطهو من المرق والقمح الأخضر القاسي، للصائمين طوال شهر رمضان، منذ عشر سنوات.

مظاهر التكافل الاجتماعي هذه تتجلى في أبهى صورها، في قلب مدينة غزة الفلسطينية، حيث يقدم الحساء مجانا لجميع السكان، ضمن حملة خيرية.

وبكثير من الشغف ينتظر وليد الحطاب، شهر رمضان في كل عام لعمل الخير، حيث يقدم الحساء للجميع بغض النظر عن وضعه، فنرى الأطفال قبل الكبار يصطفون حاملين أوعيتهم للحصول على بعض الحساء قبل أذان المغرب.

أخبار ذات صلة

الزراعة العمودية.. سبيل الفلسطينيين لتحدي صعوبات الإنتاج
فلسطينية تضيف لمسة وطنية لفوانيس رمضان

وفي هذا الصدد، يقول الحطاب: "هذه هي السنة العاشرة على التوالي التي أطهو فيها الجريشة وأوزعها خلال رمضان. أنتظر هذا الشهر كل سنة لأقدم هذه الطبخة، التي تعد من التراث الفلسطيني".

ويضيف: "الأشخاص الذين يأتون إلى هنا هم من فئات مختلفة، فهناك أناس محتاجة وآخرون غير محتاجين، لكن بالنسبة لّي فأنا لا أعير مثل هذه الأمور انتباها، فكل من يأتي سيأخذ طبق الجريشة".

وبفرحة عارمة يتلقى المستفيدون نصيبهم من المساعدات، على أمل أن يتحسن واقعهم إلى الأفضل، وأن يبقى الشهر الكريم عنوانا للدعم والعطاء والخير.