منذ الأسبوع الثاني من شهر رمضان تشرع الجزائر في تنظيم سهرات فنية ترحل بالجمهور إلى الزمن الأصيل عبر طبوع موسيقية عريقة يمثلها الفن الشعبي والأندلسي اللذان لا يزال يحظيان برواج واسع في البلاد.

أخبار ذات صلة

إفطار جماعي لعشرات العائلات السورية في الجزائر

تقف السهرات الرمضانية هذه الأيام في الجزائر على إيقاعات فنية عريقة تستقطب جمهورا ذواقا ومتجاوبا مع الأغنية الأصيلة، لترحل به من القاعات ومن الساحات العمومية في ساعات معدودات نحو زمن الموشحات الأندلسية وقصائد الملحون التي تعود كتابتها إلى قرون بعيدة.

ومع مرور الوقت تحولت هذه المقطوعات الغنائية إلى إرث شعبي تتوارثه الأجيال وتحافظ عليه كتراث لامادي.

عائلات سورية تنظم إفطارا جماعيا في الجزائر

ليلى بورصالي.. سيدة النوبات الأندلسية

اختتمت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، فعاليات الطبعة الـ16 للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية بولاية عنابة شرق الجزائر، وقد أبدعت في هذه الطبعة حناجر فنانين من مختلف الأصوات من بينهم مطربة الموسيقى الأندلسية في طابع الحوزي ليلى بورصالي.

تعشق الفنانة ليلى بورصالي ركح المسرح الذي تبدع فوقه بأروع وصلاتها الغنائية العذبة التي تعود بالمستمع إلى رياض الأندلس، إذ تعترف أنه "في شهر رمضان تكثر الحفلات الفنية وهو أمر جميل لأنه في ذهن الجمهور فإن هذا الشهر الفضيل متعلق بالفنّ الأصيل".

قالت ليلى بورصالي في لقاء مع "موقع سكاي نيوز عربية" إنّ "في الموسيقى الأندلسية أشعارا مرتبطة بالمدائح الدينية والشعر الصوفي وهذا ما يليق بالشهر الكريم"، موضحة في السياق ذاته "اعتدنا على وفرة الحفلات خلال هذا الشهر ونأمل أن يستمر الأمر عليه طوال السنة حتى نقترب أكثر من الجمهور".

ولكنها في الوقت ذاته، تؤكد أن جمهورها الذي يتابع أعمالها الفنية اعتاد على حفلاتها طوال السنة، ولكن وجه الاختلاف وفق رأيها يكمن في العدد، إذ أن النشاطات الفنية تكثر في شهر رمضان مقارنة بأشهر باقي السنة.

عبق الزمن الأصيل

أخبار ذات صلة

المخرج الجزائري جعفر قاسم يكشف جديده في رمضان المقبل

وتوصف ليلى بورصالي في الجزائر بـ"سيدة النوبات الأندلسية" وتعرف بغناء المقامات الأندلسية ومنها النوبة والحوزي، وقد نقلت عبر صوتها الفن الجزائري الأصيل إلى مختلف مسارح العالم، إذ تعمل على إحياء هذا التراث العريق.

تنحدر ليلى من أسرة شغوفة بالموسيقى الأندلسية، إذ يعود أصلها إلى عاصمة الزيانيين وهي محافظة تلمسان بأقصى غرب الجزائر في 12 يوليو 1976 ، ما دفعها إلى التعلق بهذا الفن الذي حافظ على قواعده رغم مرور الزمن حتى تعلمت العزف على آلة المندولين في سنّ الحادية عشر.

الموسيقى الجزائرية

 

التحقت باكرا بجمعية "أحباب الشيخ العربي ابن الصاري" بتلمسان، وبعد فترة قضتها في فرنسا للدراسة أسست جمعية "أهواء الأندلس"، ثم عادت إلى موطنها سنة 2009 لمواصلة مسيرتها الفنية.

تعتبر المطربة ليلى بورصالي أن عملها الفني يقوم على خشبة المسرح فهي ليست فنانة أعراس ومناسبات، كما تؤكد، وبالتالي فإن حفلاتها قائمة طوال السنة، إذ أنه قبل شهر رمضان ظلت ملتزمة بحفل كل شهر، بما فيه حفلات خارج البلاد، وبالضبط في مدينة مونبولييه الفرنسية.

فيما شاركت ليلى بورصالي الفنان كمال بناني الخشبة خلال فعاليات الطبعة الـ16 للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية المنعقد مؤخرا في عنابة، إذ اعتبرتها "فرصة جيدة للالتقاء بين الفنانين من مختلف جهات الجزائر".

وينتظر الجمهور العاصمي المطربة بورصالي ليلة الخميس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي من خلال حفل فني تحت عنوان "لو حكاولي على القصبة". 

للإشارة، فإنه في الرصيد الفني لليلى بورصالي خمسة ألبومات وهي: "فراق لحباب" (2010) و"نوبة رصد الديل" (2012) و"نوبة غريب" (2013) و"نوبة حسن السليم" (2015) و"من أجل الأمل" (2018(. 

على إيقاع الشعبي

أخبار ذات صلة

الديوان.. موسيقى جزائرية حافظت على أصولها الإفريقية     

من جهة أخرى، تعرف بعض ساحات مدينة الجزائر خلال سهراتها الرمضانية تنظيم حفلات خاصة بالغناء الشعبي المحبوب لدى العاصميين بمشاركة فنانين من مختلف الأجيال، خاصة من الجيل الجديد الحامل لمشعل هذه الموسيقى الأصيلة.

فيما يستعد قصر الثقافة مفدي زكرياء لاحتضان المهرجان الوطني الـ12 لأغنية الشعبي من 6 إلى 9 أبريل الجاري، بمشاركة 16 فنانا شابا.

ويعتبر الغناء الشعبي في الجزائر فنا أصيلا، ويعود تاريخ هذا النوع من الموسيقى إلى الأغنية الأندلسية التي نقلها المهاجرون من الأندلس إلى الجزائر، لتتحول مع الوقت بفضل كبار الشيوخ، مثل الحاج محمد العنقى  ( 1907-1978 ) إلى قصائد ذات وزن خفيف مع ريتم سريع لوصف واقع الجزائريين إضافة إلى هُمومهم العاطفية والاجتماعية.