يحرص عدد كبير من الموريتانيين على ممارسة الرياضة ليلا، خلال شهر رمضان، من أجل جني منافع صحية، لا سيما أنهم يكونون صائمين خلال فترة النهار، فتقل حركتهم، في حين يكونون في كامل طاقتهم بعد الإفطار.
من بين ممارسي الرياضة، حليمة بنت السباعي التي تأتي رفقة والدتها وأختيها، إلى إحدى الساحات العامة المكتظة، عند الساعة العاشرة ليلا.
تمارس حليمة البالغة 24 عاما رفقة أفراد أسرتها، رياضة المشي لمدة ساعة كل ليلة طيلة شهر رمضان.
وتقول حليمة لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لا أمارس رياضة المشي إلا في شهر رمضان، وهي عادة دأبت عليها أسرتي منذ سنوات".
وأضافت "لأنني فتاة، يمثل رمضان فرصة لي للخروج في الليل من المنزل، للاستمتاع بالمشي رفقة عائلتي، لأن الخروج ليلا في غير هذا الشهر أمر غير متاح".
طيلة شهر رمضان، تتحول العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى مدينة لا تنام، حيث تدب الحركة بعد الإفطار بساعة في جميع شوارع العاصمة، وتستمر في بعض الأحياء، حتى وقت السحر.
رياضة منتظمة
وفي أحد شوارع العاصمة، تخرج مجموعة من الشباب لممارسة رياضة الجري، بعد الإفطار بساعتين، ومن بينهم، علي ولد محمدن "22 عاما"، الذي يمارس هذا الطقس منذ بداية رمضان.
ويمارس علي الرياضة على وقع الموسيقى عبر سماعات على غرار أصدقائه "أركض كل ليلة طيلة شهر رمضان، مسافة 7 كلمترات ذهابا وإيابا رفقة أصدقائي، ونلعب كرة القدم ليلتين من كل أسبوع".
وأضاف "رياضة الجري مرتبطة بشهر رمضان فقط، وهي تجعلني جاهزا بدنيا بعد انقضاء الشهر، لأنني من ممارسي كرة القدم، وأحتاج أن أكون دائما، في حالة بدنية جيدة."
وقرب أحد ملاعب العاصمة نواكشوط، الذي يكتظ كل ليلة بالرياضيين، تأتي آوا جالو رفقة صديقاتها كل ليلة، للعب كرة السلة.
وتمارس آوا هذه الرياضة مع صديقتها من دون ملعب لكرة السلة، بل يكتفين برميها بينهن، مع قليل من الركض.
تواصل آوا التي تحلم بالاحتراف في هذه الرياضة، اللعب مع صديقاتها، قبل أن تتوقف وتقول لـ"سكاي نيوز عربية"، "أمارس رياضة كرة السلة كل ليلة من ليالي رمضان رفقة صديقاتي. لكن برنامجي قد يتغير قليلا نتيجة لانقضاء عطلة الفصل الثاني من العام الدراسي".
رياضة الكبار
ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان في موريتانيا، لم تقتصر على الفئات الشبابية فحسب، فقد كان للفئات الأكبر سنا، حضور كبير في الأماكن الرياضية.
اباه ولد بزيد الذي تجاوز سن الأربعين، دأب هو الآخر على ممارسة كرة القدم، 3 ليال من الأسبوع طيلة شهر رمضان.
ويلعب اباه في بطولة تشارك فيها 4 فرق مشكلة من أصدقائه وزملائه في العمل، ويقول اباه لـ"سكاي نيوز عربية"، "ألعب كرة القدم لمدة 6 ساعات من كل أسبوع بشكل منتظم، طيلة شهر رمضان".
وقال "تساعدني هذه الرياضة على النوم باكرا، وتجعلني أشعر بالتوزان في جسدي طيلة هذا الشهر. تحفزنا هذه البطولة على الاستمرارية، في جو تنافسي وحماسي"
وأضاف "في غير رمضان، لا ألعب بشكل منتظم، أحيانا ألعب مرتين من كل شهر خلال عطلة الأسبوع".
عدم القدرة على الركض بسرعة، أو التمتع باللياقة اللازمة، يجعلان رياضة الركض في الساحات العمومية الملاذ الوحيد للكبار، بدل كرة القدم.
خليهن ولد سيد أحمد، الذي شارف على الخمسين من العمر، يأتي ببذلته وحذائه الرياضيين، إلى ساحة الحرية وسط نواكشوط، كل ليلة لممارسة الجري "البطيء".
يركض خليهن لمدة 30 دقيقة، قبل أن يستريح لمدة 10 دقائق، على أن يركض لمدة 30 دقيقة أخرى.
ويقول خليهن لسكاي نيوز عربية:"حاولت بداية شهر رمضان أن ألعب كرة القدم، لكن لياقتي البدنية، لم تسعفني لأمارس هذه الرياضة"