وصف مسؤول في وزارة الآثار المصرية، الكشف الجديد لمجموعة ضخمة من رؤوس الكباش وحيوانات أخرى محنطة منذ عهد الفراعنة، بمحافظة سوهاج جنوبي القاهرة، بأنه "نادر وغير متكرر، ويرمز لعقيدة المصري القديم وطقوس عبادته".
ومساء السبت، تم الإعلان عن نجاح البعثة الأثرية الأميركية التابعة لجامعة نيويورك، العاملة بمنطقة معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس، في الكشف عن أكثر من ألفين من رؤوس الكباش المحنطة تعود للعصر البطلمي، بالإضافة إلى مبنى ضخم من عصر الأسرة السادسة.
ما أهمية الاكتشاف؟
مدير منطقة آثار أبيدوس في سوهاج، محمد رضا، أكد لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "الاكتشاف يمثل أكبر عدد من رؤوس الخراف المحنطة، ويرمز للإله آمون في مصر القديمة، وكذلك الإله خنوم".
- "الكشف يحتاج لمزيد من الدراسة والفحص، لمعرفة ما إذا كان هناك عبادة مسترة للإله آمون في العصر البطلمي أم لا".
- "كل المؤشرات وهذا العدد الضخم من رؤوس الكباش والحيوانات الأخرى المحنطة، يشير إلى أن عبادة الحيوانات استمرت في العصر البطلمي، وهي ترمز للإله آمون".
ماذا شمل الكشف الأثري؟
مدير منطقة آثار أبيدوس شرح تفاصيل الكشف الأثري، قائلا:
- يضم بجانب رؤوس الكباش، رؤوس حيوانات أخرى، هي ماعز بري ونعاج وكلاب وأبقار وغزلان وحيوان النمس.
- رؤوس الكباش وجميع الحيوانات الأخرى، وجدت مرصوصة ومنظمة في غرفة واحدة، بمكان أشبه بالمخزن بمنطقة معبد رمسيس الثاني في أبيدوس.
- الكشف يوضح الأهمية الدينية التي كانت تتمتع بها منطقة أبيدوس منذ ما قبل الأسر الفرعونية، واستمرارها طوال الحضارة المصرية القديمة كمدينة دينية مهمة، وذات قداسة على مر العصور.
- عملت البعثة الأميركية لمدة عامين في المنطقة للوصول إلى هذه الآثار.
- البعثة بدأت نشاطها في أبيدوس منذ عام 2005، وساهمت بدور كبير في توثيق معبد رمسيس الثاني، والكشف عن أحجار كثيرة كانت ناقصة في جدرانه، وتوصلت إلى أن هذا المعبد عمره أقدم من رمسيس الثاني، ويرجع للأسرة السادسة وعهد الملك بيبي الثاني.
- بعد دراسة رؤوس الكباش المحنطة وغيرها من رؤوس الحيوانات الأخرى، سيتم عرض نماذج منها بالمتاحف، والباقي سيظل في المخازن وأماكن الدراسات العلمية والأثرية.
مكانة عظيمة "للكباش" عند المصري القديم
أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، أحمد بدران، أوضح لموقع "سكاي نيوز عربية"، الأهمية التي تتمتع بها الكباش لدى المصري القديم، قائلا:
- "الكباش احتلت مكانة عظيمة بالمعتقدات الدينية المصرية القديمة، فإله مدينة منديس تمي الأمديد أُعتبر روحا لأوزيريس والمعبود حري شاف رب هرقليوبوليس إهناسيا أيضا له نفس الهيئة، بالإضافة إلى خنوم رب الفنتين الذي شكل البشر على عجلة الفخراني".
- "المعبود آمون رب طيبة الشهير كان بهيئة الكبش أيضا، وكل هذه الحيوانات كانت تحنط وتكفن في أغلفة فخمة مصورة ومذهبة على شكل حيوان الكبش، لذلك يبدو أن أبيدوس كانت من مراكز تقديس الكبش بجوار معبد الملك رمسيس الثاني الشهير".
ماذا يقول خبراء الآثار؟
- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري: "هذا الكشف يزيح الستار عن تفاصيل مهمة في حياة وتاريخ معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس والمنطقة المحيطة به، خاصة في ظل الأهمية الأثرية والتاريخية لهذا المعبد".
- وزيري: "يساهم هذا بشكل كبير في معرفة موقع المعبد، وما شهده من حياة لأكثر من ألفي عام، منذ الأسرة السادسة وحتى العصر البطلمي".
- رئيس البعثة التي توصلت لهذا الكشف، سامح إسكندر: "اكتشاف هذا العدد الكبير من الكباش المحنطة، يشير إلى أنه ربما تم استخدامها كقرابين نذرية أثناء ممارسة عبادة غير مسبوقة للكباش في أبيدوس خلال فترة العصر البطلمي".
- إسكندر: "بالإضافة إلى ذلك، فإنه ربما يشير إلى أن تقديس الملك رمسيس الثاني في أبيدوس ظل بعد وفاته لألف عام".
- أما عن المبني الضخم المكتشف، الذي يعود إلى عصر الأسرة السادسة، فقال إسكندر: "يتمتع بتصميم معماري مختلف وفريد، حيث يتميز بجدرانه السميكة الضخمة التي يبلغ عرضها حوالي 5 أمتار".
- "هذا المبنى سيساهم بشكل قوي في إعادة النظر والتفكير في أنشطة وعمارة الدولة القديمة في أبيدوس، وعن طبيعة وشكل المكان والأنشطة التي كانت تتم فيه قبل إنشاء رمسيس الثاني لمعبده والملحقات التي تحيط به"، حسب إسكندر.
- رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، محمد عبد البديع: "البعثة نجحت كذلك في الكشف عن أجزاء من الجدار الشمالي للسور المحيط بالمعبد وملحقاته، مما يدعو إلى تغيير ما رسخ في الأذهان عن شكل معبد الملك رمسيس الثاني وما تم وصفه ورسمه له وتداوله بين العلماء والباحثين منذ أن تم الكشف عنه قبل ما يزيد على 150 عاما".
- عبد البديع: "البعثة عثرت على أجزاء من تماثيل وأجزاء لبرديات وبقايا أشجار قديمة وملابس وأحذية جلدية، وستستكمل أعمال حفرها بالموقع، للكشف عن المزيد عن تاريخه ودراسة وتوثيق ما تم الكشف عنه خلال موسم الحفر الحالي".