في محاولةٍ للكشف عن فصل مهم من تاريخ تشكّل الدولة الليبية عبر مرآة الفن، يدخل مسلسل "السرايا" الجزء الثاني الموسم الرمضاني الليبي، بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه المسلسل في جزئه الأول.

يستعيد فريق عمل المسلسل من خلال الحلقات المقدمة للجمهور، أهم أحداث حقبة تاريخية من الزمن القديم تعود إلى 200 عام، وهي الفترة التي تولت فيها عائلة القرمانلي حكم طرابلس في ملحمة تاريخية.

يُسلّط مسلسل "السرايا" الجزء الثاني الضوء على الصراع الكبير الذي وقع بين ليبيا والولايات المتحدة، ويجسد حرب السنوات الأربعة التي وقعت خلال الفترة بين 1801 حتى 1805، ويكشف أيضا عن الصراع الذي حدث بين أبناء يوسف باشا القرمانلي على حكم طرابلس، في قالب درامي شيق يجمع بين السياسة والتاريخ والرومانسية.

يكشف مخرج المسلسل، أسامة رزق لموقع "سكاي نيوز عربية"، الهدف الرئيسي من تقديم الجزء الثاني من المسلسل، وهو تعريف الشعب الليبي والعالم بأحداث هذه الحقبة، نظرا لخلو المكتبة الدرامية من أي أعمال تتحدث عن تلك الفترة.

يقول رزق إن صنّاع العمل سيقومون بسرد الأحداث التي وقعت في هذه الفترة بشكل أوسع عمّا تم تناوله في الجزء الأول من المسلسل، في إطار يجذب الليبيين الذين لا يعرفون كثيرًا عن تلك الفترة الحية من تاريخ بلادهم.

حسب وصف رزق، فمسلسله في جزئه الأول تدور أحداثه بشأن صراع أبناء علي باشا القرمانلي على حكم إيالة طرابلس، وانتهت هذه الصراعات بوصول ابنه يوسف إلى سدة حكم إيالة طرابلس.

مخرج العمل يؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه كان من الصعب تقديم كل الأحداث التي وقعت في فترة حكم يوسف باشا حتى انتهاء فترة حكم عائلة القرمانلي في 1935، في 10 أو 15 حلقة فقط، لذا قرروا تناول سنين محددة منها باعتبارها ثرية بالمعلومات التاريخية التي أسهمت في تشكيل الدولة الليبية.

أخبار ذات صلة

"ناس ودنيا".. قضايا ليبية ترصدها شخصيات ضاحكة
السيرة العامرية.. مخزون تاريخي يتصدر "التريند" في ليبيا
بنات الريح".. دراما رمضانية ترصد مفاتيح النجاة من أزمة ليبيا
في رمضان.. "السرايا" يكشف كيف كانت ليبيا قبل 200 سنة

يضيف رزق أن أحداث المسلسل تتناول واحدة من أهم فترات حكم يوسف باشا وهي فترة الصراع الذي حدث بين ليبيا والولايات المتحدة، والتي عرفت بـ"حرب السنوات الأربع"، وانتهت بحرق سفينة فيلادلفيا بعد أسرها.

يشير رزق إلى أن أحد أهم ما يناقشه المسلسل هو دهاء وقوة يوسف باشا سليل عائلة القرمانلي، وذكاؤه في التعامل مع الدول العظمى مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، الدنمارك، النرويج، فرنسا، السويد، في الوقت الذي كانت فيه مدينة طرابلس إيالة صغيرة، لكنه تمكن من رفع مكانتها بين هذه دول العالم الكبرى، حتى أصبحوا مدركين لهيبة هذه الإيالة.

خلال الحلقات، يحاول صناع العمل لفت انتباه المشاهدين إلى الاستماع والتعرف على تاريخ الدولة وتوثيقها بشكل يجذب الجماهير، حسب ما صرح به رزق لموقع "سكاي نيوز عربية". وخلال السياق الدرامي للشخصيات البارزة في العمل أبناء يوسف باشا وهم محمد بك وأحمد وعلي، يناقش المسلسل بشكل ذكي مشكلة الصراع الكبير الذي دار بين الأبناء على الحكم وتولّي العرش من بعده، خاصة محمد بك الذي أصيب بجنون تولي العرش.

تتنوع أحداث المسلسل حيث يتداخل فيها العديد من الأحداث والقصص الاجتماعية، والرومانسية المرتبطة بالواقع الليبي في هذه الفترة، لكن الجزء الأكبر من الأحداث مرتبط بفترة الحرب مع أميركا.