فاجأت الصحفيات السودانيات بائعات الشاي العاملات في شارع الجرايد في وسط الخرطوم بتظاهرة كبيرة لتكريمهن وإظهار الوفاء لهن كجزء من الاحتفال بيوم المرأة العالمي.

السودان.. بائعات الشاي عانين من ملاحقة سلطات "النظام السابق"

ووفقا للكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن فإن النساء العاملات في مختلف المهن في شارع الجرائد بالخرطوم يشكلن نموذجا مصغرا للمرأة السودانية التي باتت تلعب أدوارا كبيرة في المجتمع السوداني في ظل الظروف الاقتصادية الحالية حيث يعملن أكثر من 10 ساعات في اليوم في مهن شاقة كبيع الشاي وغيره من الأعمال التي استطعن من خلالها تربية اولادهن وبناتهن بشكل سليم وخرجن من بينهم أطباء ومهندسين وصحفيين وقانونيين.

وقالت الحسن لموقع سكاي نيوز عربية إن الصحفيات السودانيات تعلمن الكثير من معاني الجسارة والتفاني والقوة والأمانة والاعتزاز بالنفس من بائعات الشاي والعاملات في المهن البسيطة الأخرى وذلك من خلال الاحتكاك اليومي بهن. وشددت الحسن على ضرورة أن تعطي الدولة الاهتمام اللازم بهذه الشريحة المهمة وتوفير الظروف المناسبة للقيام بعملهن بدلا من مضايقتهن ووضع العراقيل أمام الأعمال الشريفة التي يقمن بهن ويعلن من دخلها آلاف الأسر.

من تناول البصل للحق في التصويت.. تاريخ اليوم العالمي للنساء

 

وأشارت الحسن إلى أن فكرة استغلال يوم المرأة العالمي لتكريم النساء العاملات في شارع الجرائد جاءت لرد الجميل لهن وللتضحيات الكبيرة التي يقدمهن لأسرهن.

وفي الواقع؛ تعمل آلاف النساء في السودان في مهن يومية شاقة كبيع الشاي والأطعمة في الشوارع القريبة من تجمعات الموظفين والعمال في مختلف مناطق العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى. وتسهم تلك الشريحة من العاملات كثيرا في تخفيف الأعباء المعيشية على أسرهن في بلد يعيش نحو 70 في المئة من سكانه تحت خط الفقر.

"بائعات الشاي".. معركة مع النظام السوداني السابق لأجل العيش

أخبار ذات صلة

السودان.. "أمل جديد" لباعة الشوارع بعد مشقة السنين

وخلال الفترة الأخيرة برزت العديد من الصحفيات والناشطات السودانيات اللائي كرسن جهدهن من أجل الدفاع عن حقوق النساء العاملات في المهن البسيطة؛ واللائي تعرضن خلال السنوات الماضية لمضايقات ممنهجة. وتقول حليمة صديق وهي بائعة شاي في أحد الشوارع الرئيسية المكتظة بحركة المارة والموظفين والعمال إنها كانت تتعرض يوميا إلى ما يشبه الابتزاز حيث تصادر أحيانا أدواتها ومقاعده وطاولاتها الصغيرة دون أي سبب منطقي مما يعرضها لخسائر كبيرة تزيد من معاناة اسرتها الذين بينهم 4 في الجامعات ويحتاجون يوميا إلى مصاريف التنقل والكتب وخلافه. وكانت حليمة تضطر في بعض الأحيان للاستدانة لتغطية الغرامات والخسائر قبل أن تعود في اليوم التالي للعمل أملا في ألا تطالها يد الحملات.

وفي ذات السباق؛ تشدد عوضية كوكو وهي إحدى أشهر بائعات الأطعمة في الخرطوم، وكرمتها وزارة الخارجية الأميركية في العام 1016 ضمن أشجع 10 نساء في العالم لمدافعتها عن حقوق بائعات الشاي والأطعمة، على أن بائعات الشاي يستحقن الاحترام وإطلاق العنان لهن للعمل بحرية فمعظمهن رعت اسر خرجت اطباء ومهندسين وعاملين وعاملات في مختلف المهن. وتقدر عوضية ان عدد الطلاب الجامعيين الذين تعولهن بائعات الشاي والأطعمة بأكثر من 9 آلاف طالب وطالبة. وتشير إلى أن مهنة بيع الشاي والاطعمة اسهمت في تخريج الآلاف من الأطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين وغيرهم. وتؤكد أن من اخترن هذه المهنة المتعبة والتي تتطلب العمل لأكثر من 10 ساعات تحت لهيب شمس الصيف وصقيع الشتاء وأمطار الخريف يجب أن ينظر إليهن بنظرة احترام وألا يتم التعامل معهن بتلك الطريقة المجحفة التي كانت تعاملهن بها السلطات المحلية في السابق.