ضجت المنصات والشبكات الاجتماعية العراقية بفيديو يظهر اعتراض سيارة إسعاف من قبل إحدى السيارات العابرة على طريق وسط مدينة كركوك في شمال العراق، متسببا في عرقلة سيرها وأداء واجبها، والذي أثار سخطا واسعا من التصرف المشين الذي يمكن أن يقود لازهاق روح المريض الذي تقله عربة الاسعاف.
وطالب المعلقون بضرورة اعتقال سائق تلك السيارة وانزال العقوبة المناسبة لفعله الشنيع، والذي يعبر عن الاستهتار بأبسط القيم الإنسانية والأخلاقية، مستغربين ما حدث خاصة وأن سيارات الإسعاف تفتح الطرق أمامها عرفا وقانونا، بالنظر لكون الدقيقة الواحدة قد تسهم في إنقاذ حياة مريض أو مصاب.
بيان الداخلية
وعلى إثر انتشار مقاطع الحادثة المصورة، بادرت الجهات الأمنية باعتقال المتهم، وصدر بيان عن وزارة الداخلية العراقية حول ذلك جاء فيه، أنه بتوجيه من وزير الداخلية قامت قيادة شرطة كركوك باعتقال المتهم.
البيان أضاف :”بعد جمع المعلومات عن قيام سائق عجلة باعتراض سير عجلة إسعاف تابعة لرئاسة صحة كركوك أثناء أداء الواجب والتجاوز عليها وسط الشارع، تم متابعة المشتبه به بالطائرات المسيرة وتحديد محل تواجده وبتوجيه من السيد وزير الداخلية، تم تشكيل فريق عمل من قسم شرطة بلدة كركوك ومكافحة الإجرام وقوة الاقتحام والنجدة والدوريات وبإشراف مباشر من قبل قائد شرطة كركوك".
متابعا :"وتمكنت مفارز قسم شرطة النجدة والدوريات من إلقاء القبض على المتهم، بعد أن استخدمت إمكانياتها بالطائرات المسيرة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وتوقيفه وفق المادة ( 240) ق ع ابتداءا، لينال جزاءه العادل ويكون عبرة لكل من يسيء إلى مؤسسات الدولة والعاملين عليها".
وتقول الباحثة الحقوقية والاجتماعية نوال الإبراهيم، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
- هذا فعل مدان بكل تأكيد ويستحق عقوبة صارمة، كونه قد يتسبب في إزهاق حياة مريض أو إلحاق ضرر مستدام به، حيث أن عربة الإسعاف لحظة اعتراض سيرها كانت في مهمة طارئة كما هو واضح، وهذا يعني أنها إما كانت تقل مريضا في حالة صحية حرجة وبحاجة لتدخل طبي عاجل، أو أنها كانت في طريقها لإسعاف مريض ونقله للمستشفى.
- وفي كلا الحالتين فإن هذا الفعل ينجم عنه تعريض حياة إنسان للخطر وعرقلة عملية إسعافه وإنقاذه، وهو يكاد يماثل الشروع في القتل.
- لا شك أن سرعة الاستجابة الأمنية هي محط تقدير لردع مرتكبي هكذا أفعال، وفي ظل توثيق مثل هذه الحوادث المؤسفة من قبل المواطنين بكاميراتهم، فإن من الضرورة فضح هذه الممارسات المشينة والمستهترة بالقانون والذوق العام، وبما يسهم في إلقاء القبض عليهم وجعلهم عبرة لغيرهم.