يستذكر صانعو المنتجاتِ النحاسية في مدينة الموصل بالعراق، أصواتَ الأباريق والأواني المنزلية النحاسية المصنوعة يدويا، التي كانت تملأ زوايا سوق الصفّارين، وتحظى بإعجابِ رواد السوق، إلا إنهم يتخوفون من سطوة المنتجات المقلدة.
في سوق الصفارين بالموصل، يتذكر صانع المنتجات النحاسية العراقي نور الدين الصفّار يوما كانت فيه أصوات المطارق، التي تشكل النحاس، تملأ زوايا سوق الصفّارين بالموصل، وكانت الأباريق والأواني المنزلية النحاسية المصنوعة يدويا تملأ المتاجر، وتحظى بإعجاب رواد السوق.
لكن مع منافسة الواردات الأرخص سعرا للمنتجات المصنوعة يدويا، وارتفاع سعر النحاس، يخشى كثيرون من الاختفاء التدريجي لهذه الحرفة القديمة.
المستهلكون ينجذبون للأسعار الأرخص للمنتجات المشابهة المستوردة، ويشكو أصحاب المتاجر بيع منتجات النحاس، من إقبال البعض على المواد المستوردة بأقل من نصف أسعار المواد المصنعة يدويا.
يقول عبد الجبار وهو أحد التجار "لقد أثرت علينا المنتجات المستوردة بشكل كبير، لأنها أقل سعرا، وتستفيد من الآلات، في حين ليست لدينا آلات، لأننا نعمل بشكل يدوي".
وأضاف أن المنتجات التي تأتي من الخارج تستفيد من تكلفة الإنتاج المنخفضة، التي تناهز 10 آلاف تقريبا، في حين قد ننتج نحن بتكلفة تصل إلى 17 ألفا".
مدينة الموصل اشتهرت بمنتجاتها المعدنية، من النحاس خلال القرن الثالث عشر، وكانت المنتجات المصنوعة في المدينة، بما في ذلك الإبريق الشهير الذي يتم عرضه الآن في المتحف البريطاني بلندن، تحظى بتقدير كبير.