تواجه حرفة نسج البُسُطْ والسجاد عبر آلة النول اليدوي التراثي تحديات الاندثار في قطاع غزة أمام البدائل الصناعية والتجارية للسجاد المستورد، إلا أن الستيني أكرم اليازجي من غزة يسعى جاهداً للحفاظ على هذه الحرفة التي ورثها عن أجداده منذ خمسين عاماً.

تدور عجلة الذكريات بالستيني أكرم اليازجي من غزة مع كل مرة ينسج فيها خيوط البُسُطِ والسجاد عبر آلة النول اليدوي.

حرفة ورثها عن أبائه وأجداده قبل خمسين عاماً وما يزال متمسكاً بها حتى اليوم، قائلا "صناعة النول اليدوي هي حرفة الأجداد الآباء توارثناها منهم وتمسكنا بها لأنها تراثنا الفلسطيني، طبعاً من عمر عشر سنوات تعلمت هذه الحرفة شيئاً فشيئاً إلى أن أمضيت بها خمسين عاماً".

تواجه حرفة نسجِ البُسُطِ والسجاد بالنول اليدوي في غزة تحديات الاندثار، أمام البدائل الصناعية والتجارية للسجاد المستورد، مما دفع بالقائمين على فندق المتحف بغزة إلى تبني موهبة أكرم للحفاظ على هذا الموروث التراثي .

وأضاف أكرم "النول اليدوي في انقراض تام، من يعملون به لا يتجاوزون أصابع اليد في غزة، لذلك أصحاب المتحف تبنوني وصنعت لهم نولا وأحضروا لي صوفا من مصر، وأحبوا كل الأفكار والمناظر والرسومات التي أصنعها".

الجهد المبذول في صناعة هذه المنسوجات اليدوية يستغرق وقتاً طويلاً، كما أن أسعار المواد الأساسية المستخدمة من الصوف الطبيعي وخيوط الأكريلك مرتفعة، لذا فالقدرة المالية لغالبية المواطنين في غزة لا تتيح لهم شرائها بقدر السياح الأجانب.

وتابع الصناع "الأغلبية في البيع للأجانب لأنهم يقدرون البساط اليدوي أفضل من مئة سجادة و موكيته ، أمراض الربو تأتي من وراء السجاد ، أقل شيء البساط يمكن تشميسُه أما السجادة فتكون ثقيلة على ربة البيت".

ورغم التحديات الماثلة أمام استمرار هذه الحرفة التراثية، إلا أن أصحابها وزبائنها القلائل يسعون لضمان بقائها على قيد الحياة

واستطرد "الحفاظ على حرفة الأجداد التراثية مثل صناعة السجاد المنسوج على هذا النول الخشبي يستحضر أصالة الماضي ومكانته وإن زاحمته بدائل الحداثة الصناعية".

أخبار ذات صلة

قصة حلم امتد 30 عاما.. متحف للتراث الفلسطيني
فلسطين.. اكتشاف مقبرة أثرية بغزة تعود للقرن الأول الميلادي