انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاستشارات الطبية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث بات كثيرون يعتمدونها كأداة تساعدهم في عملية التقصي والتشخيص قبل زيارة الطبيب أو حتى عوضا عنها.
لم تكتفِ المنصات الاجتماعية من الهيمنة على عالمي التواصل والترفيه فقط، بل سرعان ما غدت مصدرا للاستشارات الطبية والصحية، ويعتبرها البعض بديلا لزيارة عيادات الأطباء التي تتزين جدرانها بشهادات لا تعد ولا تحصى.
هذا ما أظهره مسح تابع لشركة "تشيرتي آر إكس" الطبية الأميركية، الذي بيّن أن ثلثَ الشباب الأميركيين من فئة الجيل "زد" يفضلون "تيك توك" على الطبيب للحصول على الاستشارات الطبية.
كذلك فإن 44 في المائة منهم يعتمدون على "يوتيوب" في الحصول على التشخيص الطبي.
ويستخدم 65 في المائة من الأميركيين الأكبر عمرا محرك البحث "غوغل" في الحصول على النصائح الصحية والطبية، ويعتمد 33 في المائة منهم "يوتيوب".
وأكثر ما يثير الدهشة ما خلص إليه المسح بما يخص الأطفال إذ ذكر أن 21 في المائة من الأطفال الأميركيين يأخذون معلوماتهم الطبية من "يوتيوب" أيضا.
وأشار المسح أيضا إلى أن الاكتئاب من أكثر القضايا الطبية التي يبحث عنها المراهقون في الولايات المتحدة إضافة إلى فقدان الوزن.
ولم تغفل الدراسة إدراك الشباب بكفاءة الأطباء وأهميتهم إلا أنهم يعطون الأولوية لهذه المنصات وقد لا يعترفون بذلك بشكل واضح وصريح.
وتعليقا على هذا المسح قالت الاستشارية النفسية، الدكتورة كارين إيليا، لـ"سكاي نيوز عربية":
- عصرنا يتميز بالسرعة وسهولة الوصول للمعلومات الأمر الذي جعل جيل الشباب يفضل الإنترنت على زيارة الطبيب.
- الإنترنت ومواقع التواصل توفر للشباب الخصوصية حيث يمكنهم توجيه أسئلة لأشخاص لا يعرفونهم ولا يرونهم.
- هناك خلط لدى الجيل الجديد بين العالم الافتراضي والواقعي وهي مسألة خطيرة عندما نتحدث عن مشاكل طبية.
- مع فضاء الإنترنت الواسع يمكن لأي شخص أن ينشر معلومات طبيبة قد لا تكون صحيحة.
- لا غنى عن التشخيص السريري والخضوع للفحوصات من قبل الأطباء عند الشعور بالمرض، أو الرغبة في الحصول على تقييم دقيق للحالة الطبية.
- التشخيص عبر الإنترنت خطير لأنه قد يتضمن مراجع طبية غير موثوقة، فضلا عن احتمال غياب التحديثات المتعلقة بالأمراض.
- هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الجهات الصحية المختصة فيما يتعلق بكل المعلومات الصادرة عنها أو عبر العاملين لديها والتي يجري تداولها على الإنترنت.