طرحت قمة اللغة العربية التي اختتمت أعمالها، الأربعاء، موضوعا مهما عن علاقة "لغة الضاد" بالتكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، وكيف تسخّر هذه التقنيات أدواتها لتعزيز حضور اللغة بين الأمم.
وعن دور مركز اللغة العربية وعلاقته بالتكنولوجيا، قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة: "منذ تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية استبشرنا بالشباب والأجيال الجديدة خيرا ولا ننكر أنه كان لدينا تحديات على صعيد تغيير الصورة النمطية عن المركز، فهو ليس صرحا لتعليم اللغة العربية بل هو جهة تضع الاستراتيجيات والخطط ذات البعدين المحلي والعربي، والعالمي، وطموحنا أن يتعزز حضور اللغة العربية في المجتمعات العربية والعالمية".
وأضاف الطنيجي ردا على سؤال عن وجود تعاون مع البلدان الأخرى التي تقود التكنولوجيا في العالم، قائلا: "تتشارك معنا مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية بتعزيز حضور ومكانة اللغة، لهذا عمل المركز وعبر عامين على بناء شراكات دولية ومحلية مرموقة، والطموحات كبيرة. وضعت المشاريع الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية اللغة العربية في ريادة تطلعاتها. لا بد من تطوير ما لدينا من استراتيجيات وبرامج من أجل خدمة لغتنا وهويتنا".
برامج وتطبيقات عملية
الدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة نيويورك أبوظبي، قدم عرضا بصريا شرح خلاله جملة من البرامج والتطبيقات التي تستند على معايير الذكاء الاصطناعي بما يخدم اللغة العربية، منها مشروع شات جي بي تي، و(كامل تولز) وهي أداة مفتوحة المصدر تسمح للذين يرغبون بالعمل أن يستفيدوا من أدواتها، إلى جانب نظام (كاميليرا) الذي يقوم بتحليل مباشر وتلقائي للغة العربية وغيرها.
وأجاب حبش على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بعلاقة التكنولوجيا بالعربية:
ماهي أهم التطبيقات التي تستخدمها اللغة العربية؟
كانت البداية من شركة صخر التي بدأت بعمل كبير ومهم وتوالت الأعمال من الشركات الكبرى مثل آي بي أم ومايكروسوفت الذين أضافوا الكثير من الجهود والمعالجة الآلية للغة العربية. من جهتنا قمنا في العام 2021 بانتهاج أنظمة ممكّنة أسسناها للمضي بتنفيذ المشاريع، ولدينا في جامعة نيويورك أبوظبي مختبرا كاملا بني منذ ثمانية أعوام.
ما هي المصادر التي تعتمدون عليها؟
نستفيد اليوم من مصادرنا المفتوحة لا سيما الشركات الناشئة، فأداة (كامل تولز) مفتوحة المصدر تسمح للذين يرغبون بالعمل، كما أن نظام (كاميليرا) يعمل بتحليل مباشر وتلقائي للغة العربية، ويوفر للمستخدم خيارات التشكيل وأقسام اللغة بشكل منسق ومنظم ودقيق بنسبة 96 في المئة إلى جانب تصنيفات شبيهة بالإعراب، وهذا جميعه يستند إلى الذكاء الاصطناعي.
كيف تعالجون موضوع اللهجات العربية المختلفة؟
إنه نظام يعمل على ثلاث لهجات عامية وهي المصرية والشامية والخليجية، حيث قمنا بجمع 100 مليون كلمة من اللهجة الخليجية منها 200 ألف كلمة عملنا على توسيمها يدويا، أما مشروع (سامر) فهو يهتم بتبسيط روائع الأدب العربي ويعمل على توضيح الكلمات صعبة النطق على العديد من القراء ويسهلها ويبسطها.
هل تجدون كلمات مترادفة في المصطلحات الأجنبية؟
قمنا بتأسيس مشروع يخدم الأجناس اللغوية للمفردات لحل مشكلة يعاني منها الكثير من المستخدمين مثل وضع كلمات فقيرة صرفيا في مقابل مرادفاتها من اللغات الأجنبية، حيث قمنا بعمل نظام يضم 80 ألف جملة يعرف الكلمات كما تقولها المرأة أو كما يقولها الرجل. ونحن نهتم بعمل قواميس لكل اللهجات إذا أمكن.