في غزة، رجل ستيني لم يتخلَّ عن شغفه في قراءة الكتب واقتنائها وبيعها منذ صغره ،حيث يبيع الكتب بأسعار زهيدة لطلبة الجامعات لتشجيع جيل الشباب على القراءة في ظل تحديات عصرية كانتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل.
على ناصية أحد طرقات غزة مجموعة كتب لمؤلفين كتبوا في الحب، والعلم، والثقافة العامة، كثير منهم رحلوا عن هذه الدنيا. إلا أن محمد ماضي الذي تجاوز عقده السادس، مصر على أن يستمروا في الحياة من خلال كتبهم. فقد وضعها في طريق يسير فيه المارة من جيل الشباب.
يقول محمد ماضي، بائع الكتب وصاحب مبادرة لتشجيع القراءة في صفوف الشباب في غزة ، "الكتب الموجودة هنا على الرصيف كنوز لا تقدر بمال الدنيا ، معظمها عناوين قيمة جداً ليست موجودة في المكتبات. وهي هنا في متناول الجميع من حيث السعر، في سبيل غرس وتنمية حب القراءة"
رواد محمد ماضي من الجيل الشاب، لا سيما من طلبة الجامعات، يقدرون ما يقدمه لهم من ثراء معرفي عبر تلك الكتب التي تراعي أسعارها ظروفهم الاقتصادية.
وتقول منار أبو جلاله، وهي طالبة جامعية، "القراءة غذاء للعقل ولأن وسائل التواصل أصبحت متاحة ومنتشرة بكثرة، لا يوجد إقبال على الكتب ، لذلك هذه الأسعار المناسبة تجعل الشخص يقبل على الكتب ويصبح لديه شغف"
بموازاة ما يفعله محمد يظهر هنا دور المكتبات العامة في غزة، عبر أنشطتها المتنوعة لتحفيز الشباب على القراءة وخلق مساحة هادئة للتواصل مع الكتب بعيداً عن مزاحمة التكنولوجيا التي تفرض نفسها.
وترى الطالبة الجاممعية مرام أبو صافي أن "القراءة من الكتاب أفضل من الجوال لأنه يكون لديك شيء ملموس وكل حواسك وتركيزك معه ، بخلاف الجوال لأن فيه مشتتات كثيرة ، القراءة من الكتاب فيها مشاعر واندماج أكثر وملمس الورق ورائحة الكتب القديمة شيء مختلف "
المكتبات التجارية أيضاً تساهم في الدور ذاته عبر عروض ترويجية للكتب بأسعار تسعى لجذب الزبائن بعيداً عن منافسه الوسائل الأخرى .
ورغم التغيرات السريعة كانتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل التي وفرت وسائط أخرى لتبادل المعلومة وانتشارها، لا زال محبو الكتاب الورقي وعشاقه هنا يسعون لضمان بقائه كخير جليس ومعلم في هذا الزمان .