أكد مسؤول مصري بوزارة الآثار لموقع "سكاي نيوز عربية" أن توالي الاكتشافات الأثرية التي تحوي كنوزا من الذهب، تؤكد أن الفراعنة تركوا لأحفادهم بجانب القيمة الثقافية والكبيرة، إرثا ماديا ضخما بمعايير هذا العصر، مشيرا إلى أنهم تركوا آلاف القطع الذهبية ومئات القطع الفضية.
- أحدث كنز ذهبي فرعوني عثرت عليه، الثلاثاء الماضي، البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية التابعة لجامعة كامبردج والعاملة بمنطقة آثار "تل العمارنة" في المنيا جنوبي القاهرة.
- الكنز وفقا لوزارة الآثار المصرية يضم مجموعة من الحلي الذهبية التي وجدت مدفونة في أحد مقابر العامة والفقراء في عهد الأسرة الثامنة عشر بالدولة الحديثة الفرعونية.
أول من نقبوا عن الذهب
قال خبير الآثار المصرية مدير منطقة آثار وادي الملوك في الأقصر علي رضا، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الذهب أطلق عليه المصريون القدماء اسم "نوب" المشتق منه اسم بلاد النوبة حاليا في أسوان، ويعتبر المصريون القدماء من أقدم شعوب العالم التي توصلت لاستخراج الذهب.
وأوضح أن الفراعنة أو المصريين القدماء نقبوا عن الذهب في الصحراء الشرقية والنوبة وجبال البحر الأحمر وسيناء، وفي هذه المناطق اكتشفوا الذهب واستخرجوه وشكلوه وصنعوه ولبسوه كحلي لهم، كما صنعوا منه أشكالا لآلهتهم ومعبوداتهم وملوكهم.
وتابع المسؤول الحكومي في وزارة الآثار، أن اهتمام المصريين بالذهب كمعدن نفيس منذ بداية الأسرات الفرعونية، مضيفا "ومن أجمل القطع الآثرية الذهبية التي لا تقدر بثمن ترجع إلى عصر الأسرة الثالثة في الدولة الفرعونية الحديثة، وهي قطع الحلي الخاصة بالملكة حتب حرس زوجة الملك سنفرو ووالدة الملك خوفو".
وذكر رضا أنه "بالنسبة للذهب في الدولة الفرعونية الحديثة فحدث ولا حرج عن شيوع استخدام الذهب ليس كحلي فقط، ولكن استخدموه في المعابد"، مشيرا إلى أن معظم معابد الفراعنة والأرضيات الخاصة بها مطلية بالذهب، فقدس الأقداس بمعبد الملكة حتشبسوت في الأقصر لا تزال جدرانه مطلية بالذهب حتى الآن.
أعظم كنز
وأكد أنه عند الحديث عما تركه الفراعنة من ذهب "لا يمكن إغفال أعظم كنز صنعته أيدي البشرية على مر التاريخ، وهو كنز مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك، حيث عثر هيوارد كارتر مكتشف المقبرة بداخلها على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية معظمها من الذهب الخالص، ومن أهم تلك القطع القناع الذهبي لتوت عنخ آمون، والذي يزن حوالي 11 كيلوغراما وصنف كأغلى قطعة أثرية في العالم".
وأشار كذلك إلى التابوت الذهبي لتوت عنخ آمون والذي يزن أكثر من 110 كيلوغرامات من الذهب الخالص، وهذا على سبيل المثال لا الحصر لما تركه الفراعنة من آلاف القطع الذهبية الآثرية التي لا يمكن تقديريها ببلايين الدولارات نظرا لقيمتها المعنوية قبل المادية.
أما بالنسبة للفضة، فقال رضا إنها كانت نادرة جدا عند المصريين القدماء على عكس الذهب، وكانت الفضة في عهد الفراعنة أغلى من الذهب، ولم تتواجد في مصر القديمة بكثرة، وكان يتم استخلاصها من شوائب الذهب أو إحضارها من بلاد غرب آسيا.
وشدد على أن الفراعنة تركوا قطعا أثرية فضية قليلة تقدر بالمئات فقط، ومن أهم تلك القطع وأجملها التابوت الخارجي للملك بسوسنس الأول من الأسرة 21، وهو مصنوع من الفضة بالكامل ولذلك أُطلق عليه الملك الفضي، وعُثر على مقبرته عام 1940.
واستطرد أن من أعظم القطع الأثرية الفضية التي تركها الفراعنة أيضا تمثال نادر للمعبود حورس، ويعود إلى عصر الأسرة التاسعة عشر بالدولة الفرعونية الحديثة، ومصنوع بالكامل من الفضة المطعمة بالذهب واللازورد، وموجود حاليا بمتحف شيجاميهو في اليابان.