تمثل مزارع البن في إثيوبيا أحد أهم المشاريع التي توليها الحكومة والمستثمرون العناية اللازمة لكونها المنتج الأكثر دعما لخزينة البلاد، حيث توفر زراعة البن فرص العمل لعشرات ألآلاف من السكان .

ويعتبر إقليم سيداما الواقع جنوب البلاد من أكثر الأقاليم إنتاجا لهذا المحصول، منه بدأت قصة البن حتى أصبحت مشروبا عالميا مفضلا للكثيرين، عندما اكتشف أحد الرعاة أن أغنامه تصبح نشطة بعد تناولها حبات من البن.

وتعد القهوة التي ذاع صيتها منذ القدم في معظم أرجاء المعمورة، مصدر فخر واعتزاز عند الاثيوبيين لانتمائها إلى أرضهم.

ويقول مزارع في حقول البن الإثيوبية، شيرا تاتار: "لسنوات وأنا أزرع أشجار البن حيث هذا موطنها. أزرعها في صفوف بحيث تكون أشجارها متباعدة بعض الشيء وأوليها الكثير من العناية وأواظب على سقيها بشكل منتظم وافر الظل لبعضها حتى لا تتلف".

ويضيف المرزاع الأثيوبي لـ"سكاي نيوز عربية" وهو يتجول بين أشجار البن التي تتدلى منها الثمار، "الأشجار هنا تثمر خلال 3 سنوات إذا ما تمت العناية بها بالطريقة المطلوبة - وأجني من هذا المحصول المال الذي يكفي احتياجات أسرتي".

ترتفع الأصوات بالشكر والثناء لإنتاج بلغت عائداته ما يقرب من مليار ونصف دولار خلال العام الإثيوبي المنصرم، من إنتاج وصل إلى 300 ألف طن مما يفتح شهية الإثيوبيين على زيادة المساحات الزراعية.

أخبار ذات صلة

"أشجار الموز الكاذب".. مصدر غذاء رئيسي في جنوب إثيوبيا
بحيرة أواسا في إثيوبيا.. وجهة سياحية جذابة لعشاق الطبيعة

ويقول رئيس عمل بمزارع البن فلانتي بطينو: "هنا تتم التحضيرات الضرورية لمنتج البن - بعد قطفة من الأشجار يتم وضعه في سلال وبعد 48 ساعة يتم غسلها وخلال 8 إلى 9 أيام يجفف ويخزن ثم تلي ذلك عمليات التصدير للأسواق".

ويضيف فلانتي بطينو لـ"سكاي نيوز عربية": "بدأنا العمل في هذا المكان قبل 20 عاما وأصبحت زراعة البن جزءا من ثقافة سكان المنطقة".

قصة البن التي تزرع وسط هذه المساحات الواسعة والخضراء لا تنتهي عند هذا الحد، بل يمكنك معرفة مذاقها إن كنت راغبا في الشراء أو سائحا في بلاد اشتهرت بالقهوة.

على جانبي الطريق ووسط الغابات تتم عمليات التحضير لتصدير البن الاثيوبي الذي يمثل أحد دعامات الاقتصاد الوطني في البلاد، وهو مشهد يعتبره السكان جزءا من حياتهم اليومية ومصدرا رئيسيا لكسب عيشهم.