لم يسلم النحل المُنتج للعسل في غزة من تبعات تغير المناخ، لأن الأمطار والرياح أبقت النحل داخل الخلايا، خلال الربيع الماضي، في حين كان يُفترض أن ينشط بحثا عن الرحيق.

ويقول وليد أبو دقة، وهو مربي نحل فلسطيني: "هذه السنة كانت الأسوأ بالنسبة للنحالين، لأن الكثير من خلايا النحل انهارت. إذ تكون الواحدة منها في عشر إطارات، ثم تصبح أربعا، وبعد ذلك، لا يتبقى سوى إطارين، وفي النهاية تموت الخلية".

وأضاف أن هذا الأمر ناجم عن عدم تأقلم النحل مع التقلب الحاصل في الحرارة، ليحدث هذا الارتباك تراجعا في إنتاج العسل.

وحذر مربو النحل من نقص في عدد الخلايا بالمنطقة، مما قد يؤثر على الموارد الغذائية، نتيجة التغير المناخي الملحوظ.

وفي المنحى نفسه، قال راتب سمور، وهو خبير ومربي ومعالج بالنحل، إن تراجع أعداد النحل أمر يدعو إلى التحرك، منبها إلى حصول نقص في حبوب اللقاح وغذاء ملكات النحل وصمغ النحل وسم النحل ونحو ذلك.

ووفق الخبراء، للنحل وناقلات حبوب اللقاح الأخرى أهمية حيوية للزراعة، والحياة البرية في أنحاء العالم.

وأوضح أدهم البسيوني، الناطق باسم وزارة الزراعة أن "الظروف المناخية خلال العام الماضي لم تكن مواتية لعملية إنتاج عسل جيدة، فخلال شهري أبريل ومايو، وهي الفترة التي يعتمد عليها النحل في الخروج وجمع الرحيق وتخزين العسل داخل الصناديق. كانت الظروف المناخية غير مواتية".

COP27 بين مصالح الدول الصناعية وتضرر الدول الفقيرة

أخبار ذات صلة

للنهوض بالاقتصاد المنسي.. مصر تتوسع في تربية نحل العسل

وشرح قائلا: "درجات الحرارة انخفضت، ثم هناك منخفضات جوية متتالية أدت إلى عدم خروج النحل من الخلايا واستهلاك ما هو فيها، الأمر الذي أدى لضعف شديد في الإنتاجية الخاصة بنحل العسل".

ويضيف خبراء النحل، أن التغيرات الجذرية في درجات الحرارة والجفاف والفيضانات، تعمل على تعطيل حلقات محلية لناقلات حبوب اللقاح، مما يجعل النظم البيئية غير مواتية للعمليات اللازمة للحفاظ على تجمعات الكائنات، مثل السُبات الشتوي وإنشاء عش الربيع والتكاثر.