يُطلِق صنَّاع الفيلم المصري القصير "البطارية ضعيفة" صرخة في وجه التلوث، رافضين ما تعرضت له الكرة الأرضية، حيث يحذر الفيلم من كارثة تهدد الإنسانية بعد ما شهده العالم من تغيرات مناخية خطيرة، وذلك وفق رؤية صناع هذا العمل الفني، الذي تم عرضه ضمن عروض السينما المستقلة بالمجلس القومي للسينما.
ويرصد الفيلم ما تعرَّض له العالم من كوارث طبيعية خلال السنوات الأخيرة؛ مثل جفاف الأنهار واشتعال الحرائق في الغابات وتزايد ظاهرة التصحر التي تهدد بفقر غذائي.
تدور أحداث الفيلم حول الدكتور "آدم" العالم المصري الذي يعيش في أميركا، وبعد إصابته بفيروس "كورونا" يقرر العودة مع زوجته الدكتورة "لبنى" التي تتفرغ لمرافقته في رحلة العلاج، ويقرران العودة للحياة في مكان بعيد عن التلوث والفيروسات. ووقع اختياره على مدينة "سانت كاترين" الواقعة في جنوب سيناء غرب مصر، والتي ما زالت على طبيعتها منذ آلاف السنين، وذلك في محاولةٍ للبحث عن طوق لنجاة البشرية في رسالة للعالم من بلد السلام والتسامح.
ووسط أهالي وبدو سيناء ومن أعلى جبال سانت كاترين، يحاول صناع الفيلم إطلاق صرختهم لينتبهوا إلى الكوكب الذي يقترب من الفناء إذا استمر السلوك البشري في تلويث البيئة والحياة الطبيعية بملوثات مختلفة أثرت بشكل سلبي على الكوكب كله.
فيلم "البطارية ضعيفة" قصة وبطولة عاطف عبداللطيف، وتشاركه البطولة دينا صلاح وسيناريو وحوار ومعالجة چوزيف فوزي، وإخراج سامح ماهر، ويشارك في بطولته بدو سيناء.
في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال السيناريست جوزيف فوزي: "لديَّ تجربة غزيرة في كتابة الأفلام القصيرة تمتد لأكثر من 120 عملًا، تم تنفيذها وشاركت في مهرجانات مختلفة في معظم دول العالم، لكن يظل فيلم "بطارية ضعيفة" في مكانة خاصة، لأنه يتناول قضية كبيرة تحتاج إلى جهد دولي لمواجهتها، ولا بد أن ينشغل بها كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، ولا يتوقف الاهتمام عند الحكومات فقط".
وأضاف السيناريست جوزيف فوزي: "حاولنا من خلال فيلم "بطارية ضعيفة" أن نتناول قضية التغير المناخي، والمخاطر التي تهدد العالم جراء التغيرات المناخية، والمصير الغامض الذي ينتظر الجميع، فلو استمرت تلك الأوضاع البيئية فستزيد من انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات وجفاف الأنهار وتغيرات درجات الحرار وحرائق الغابات، مما سيؤدي في النهاية إلى دمار شامل لكوكب الأرض".
وأوضح فوزي أن "فكرة الفيلم كانت للفنان عاطف عبداللطيف، بطل العمل، وبدأنا العمل عليها منذ عام ونصف العام تقريبا، واتفقنا أن يكون العمل صرخة وجرس إنذار لكل إنسان، وتم تصوير الفيلم منذ عام تقريبا، وتصادف عرضه في نفس وقت انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ في شرم الشيخ".
ويأمل فوزي في أن تتم ترجمة فيلم "بطارية ضعيفة" لأكثر من لغة حتى تصل رسالته إلى العالم كله.
وأكد الفنان عاطف عبداللطيف، بطل العرض ومنتج الفيلم، أن "البطارية ضعيفة" ينادي بالعودة للحياة الطبيعية والبحث عن مناطق لم يصلها التلوث الذي يحاصر العالم، مشيرا إلى أن اختيار منطقة "سانت كاترين" لم يكن صدفة، فهي إحدى أكثر مناطق العالم نقاء وخلوًّا من التلوث والتردي المناخي.
ولفت إلى أن فكرة العمل تشتبك مع قضايا الإنسان في كل مكان، وتسعى إلى وضع هذا الملف الخطير على مائدة كل مواطن، بالإضافة إلى الجهد الذي تبذله الدول والحكومات.
يذكر أن مدينة شرم الشيخ المصرية تشهد انعقاد مؤتمر المناخ العالمي "كوب 27" الذي يناقش فيه قادة العالم والمنظمات المعنية، الجهود الحثيثة اللازمة للاضطرابات غير المسبوقة في المناخ، والتي تهدد كوكب الأرض برمته.