"الفيزا لميليسا".. أحدث شعار رفعه أنصار نادي مولودية الجزائر العاصمة، فوق مدرجات ملعب عمر بن رابح ببلدية الدار البيضاء بالعاصمة، خلال لقائهم الأخير في مواجهة شبيبة القبائل.

ويعكس الشعار جانبا من مأساة طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، تعاني من مرض عضال، وهي بحاجة ماسة لإجراء عملية زراعة كبد.

ويتعلق الأمر بالطفلة ميليسا حداد، التي اشتهرت بحبها لفريق المولودية، حيث كانت ترافق والدها، قبل وفاته، إلى مدرجات الملاعب لتشجيع النادي.

وقال مصور نادي مولودية الجزائر، حمزة بكاي، لموقع "سكاي نيوز عربية": "ميليسا بالنسبة لنا هي ابنة النادي، كانت حاضرة في المدرجات مع والدها دائما، ومن واجبنا الوقوف إلى جانبها في محنتها الصحية".

وأضاف: "علاقة النادي بالطفلة لها خصوصية، فهي تحفظ جميع أغاني (العميد)، وطالما رافقت أفراح المولودية".

جمع أكثر من 100 ألف دولار

وبمجرد انتشار خبر مرضها، تحرك مشجعو النادي بسرعة لمساعدتها، عن طريق جمع مبلغ العملية، وذلك في وقت قياسي.

وقال بكاي: "خلال شهرين تم جمع مبلغ قدره 100 ألف دولار، كما توجه مشجعون إلى منزلها بالجزائر العاصمة، لتقديم الدعم المادي والمعنوي".

أخبار ذات صلة

الجزائر تكرم أسطورتها "القيصر" بإطلاق اسمه على استاد وهران
رحيل أسطورة "جبهة التحرير".. الجزائريون ينعون زوبا
وفاة لاعب كرة جزائري في الملعب خلال مباراة محلية
يوسف بلايلي.. البطل الجزائري الذي لا يعرف المستحيل

صدمة التأشيرة

وبالفعل، تم تحويل جزء من مبلغ العلاج إلى مستشفى "روبار دوبيري" بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد قيام مشجعين بتحويل ملفها الطبي.

وكانت الصدمة عندما حصلت الطفلة على موافقة المستشفى للعلاج، لتجد نفسها رفقة شقيقها ووالدتها، أمام استحالة السفر بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الفيزا.

وأمام هذا الوضع، دخلت الطفلة مرحلة تصفية الدم، مما أصبح يشكل خطرا على حياتها الصحية، وأثار مخاوف داعميها من أن تواجه ميليسا نفس مصير شقيقتها، التي فارقت الحياة قبل سنوات بسبب نفس المرض.

ورغم حالتها الصحية المعقدة، فإن الطفلة تبدو بمعنويات مرتفعة وقوية، وتسجل بين الحين والآخر فيديوهات لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رغبتها في السفر للعلاج.

وقالت ميليسا في فيديو نشرته صفحة مولودية الجزائر العاصمة: "أرجو الحصول على الفيزا لإنقاذ حياتي. لا أريد الذهاب إلى أوروبا للسياحة بل للعلاج والعودة لتشجيع فريقي المفضل المولودية".

معضلة زراعة الأعضاء

وعن الحالة الصحية للطفلة، تحدث شقيقها إسلام حداد لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا: "من الصعب تحديد مستوى معين لخطورة الوضع، فأحيانا تضعف بشكل كبير وأحيانا تتحسن، لكن القلق يسود العائلة يوميا ".

وسلطت المشكلة الصحية لميليسا الضوء على قضية زراعة الأعضاء في الجزائر، التي لا تزال معقدة.

وقال حداد: "شقيقتي بحاجة لزراعة كبد، والأطباء أكدوا استحالة تبرع أحد أفراد العائلة، لأن مرضها وراثي ".

وفي حال تم نقل الطفلة إلى المستشفى الفرنسي، فستتم زراعة كبد منقول من جسد ميت، وهو أمر غير مسموح به في الجزائر.

ومع تكرار رفض طلبات الفيزا، بدأ مناصرو المولودية في البحث عن طريق ثالث، ربما يكون نحو بلد يمكن للجزائريين السفر إليه دون تعقيدات التأشيرة.

تراجع حصة الجزائر من "فيزا فرنسا"

وتزامنت مشكلة ميليسا في الحصول على التأشيرة لدخول لفرنسا، مع القرارات الأخيرة التي أعلنت عنها السلطات الفرنسية بخصوص حصة الجزائريين من التأشيرات.

وحسب البيانات الرسمية للقنصلية العامة الفرنسية بالجزائر، فإنه من أصل 504 آلاف طلب تأشيرة عام 2019، تمت الموافقة على 274 ألف طلب.

وسبق لوزارة الخارجية الجزائرية، أن أصدرت بيانا "تأسفت" فيه لقرار السلطات الفرنسية تقليص التأشيرات لمواطنيها.