أظهر مسح جديد أجري في ست دول، أن مديري العمل المتوسطين يتعرضون لضغوط كبيرة أكثر من غيرهم، مما يزيد خطر الإنهاك والاحتراق الوظيفي، فما هي الأسباب التي تضعهم في حالة إرهاق شديدة؟ وما هي الحلول التي يمكن الاعتماد عليها لتدارك هذه المشكلة؟.
ووفق مسح أجرته شركة Slack Technologies بالاشتراك مع "منتدى المستقبل"، لأكثر من عشرة آلاف موظف مكتبي في دول عديدة، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا وفرنسا واليابان، فإن 43 في المئة من المدراء المتوسطين يشعرون بضغط يفوق طاقتهم وإرهاق في العمل، مما يزيد من خطر الوقوع بالاحتراق الوظيفي.
ونظرا لخبراء في تنمية مهارات العمل، بات بعض المدراء يتخلون عن منصبهم، لأنهم يشعرون بعدم الارتياح، وأنهم عالقون في المنتصف، بعد تذمر الموظفين على قرار العودة إلى المكتب، بالإضافة الى الاعتماد التام على المدير المتوسط في أداء المهمات، ومحاولة زيادة الإنتاجية لإرضاء المدير الأعلى.
ويضاف إلى ما سبق أزمة التضخم العالمي، ومعاناة المدير المتوسط عادة مستويات إجهاد وقلق مرتفعة، وانعدام التوازن بين حياته المهنية من جهة والاجتماعية من ناحية ثانية.
وقدّم الخبراء بعض الحلول لتحفيز المدير المتوسط، وخلق بيئة عمل مناسبة، وذلك عبر تدريبه ودعمه، وإعطائه حرية التصرف مع فريقه بشأن مسألة العودة إلى المكتب، والسماح له بإبداء رأيه بشأن رغبته في الاستمرار في إدارة عمل موظفين آخرين.
ووفق المستشار في التنمية البشرية والتطوير الإداري الدكتور فراس النائب، فإن مديري العمل المتوسطين أشبه بالمفاصل، أي أنهم ليسوا عظاما أو عضلات، ولكنهم جزء حيوي في هيكل أي مؤسسة.
وأضاف النائب في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مديري العمل المتوسطين هم حلقة الوصل بين المدراء الكبار والمرؤوسين، وتقع على عاتقهم مهمة صعبة تتمثل بخلق التواصل بين الإدارة والموظفين، والعمل على إقناع العاملين بجدوى القرارات المتخذة.
وشدد النائب على ضرورة تمتع مدراء العمل المتوسطين بالتوازن والمنطقية كونهم مسؤولون عن إيصال التوجيهات من المدراء الكبار، ونقل مطالب الموظفين في المقابل.
وتابع قائلا: "على هذه الفئة من المدراء امتلاك مهارات تواصل عالية، وأن يتمتعوا بالإقناع، والقدرة على تسويغ القرارات الصادرة عن الإدارة".
واختتم النائب بالقول: "من الضروري تمتع مدراء العمل المتوسطين بهامش حرية واستقلالية باتخاذ القرارات، بحيث يكونوا قادرين على فتح أبواب الفرص أمام الموهوبين من الموظفين".