برقصات الطفولة والبراءة، يتذوق أطفال في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، طعم السعادة، مع تأديتهم حركات رقصة "البريك دانس" التي كان بعض السكان في القطاع يعتبرونها غير لائقة، لكنهم أصبحوا يرون فيها الآن طريقا للفرحة.
هذه الحركات التي يطلق عليها "توب روك" و"داون روك"، هي جزء من برنامج تدريبي يقدمه المدرب أحمد الغريز، الذي يقول إنه "يستخدم الرقص كعلاج لمساعدة الأطفال على التخلص من الخوف ومقاومة التوتر".
في البداية، كان الناس في المخيم يرفضون أسلوب رقص "الهيب هوب"، حتى أظهر الغريز كيف يمكن للرقص أن يلعب دورا في إخراج بعض المشاكل اليومية، التي يعاني منها الأطفال ويساعدهم على التصدي لها.
وقال الغريز: "في البداية عندما قدمنا عروض (بريكينغ) بحتة، المجتمع لم يتقبل ذلك، وقال البعض إننا نخل بالآداب أو نقوم بأشياء غربية، الناس لم يعتادوا عليها هنا، حيث المتعارف عليه هو الدبكة فقط والفلكلور الشعبي".
ويرى أصحاب هذا البرنامج التدريبي أن "الرقص ممارسة علاجية جنبا إلى جنب مع جهود إعادة التأهيل الأخرى، التي تهدف إلى تخفيف القلق والاكتئاب والغضب وضغوط ما بعد الصدمة".
وفي عام 2022، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن ما يقرب من 500 ألف طفل في غزة بحاجة إلى رعاية نفسية، ويشكل الأطفال نحو نصف سكان القطاع.
وقالت جنى الشافعي، وهي متدربة رقص في غزة: "نفسيتنا تغيرت مع هذا الرقص، ونتمنى أن نكون راقصات فلسطينيات عالميات".
وأصبحت رقصة البريك دانس، التي يُعتقد عموما أنها ظهرت بين الراقصين السود واللاتينيين في نيويورك في السبعينيات، ظاهرة عالمية مع ظهور ثقافة الهيب هوب.
وسيتم إدراج أسلوب الرقص الذي يتضمن حركات بهلوانية، لأول مرة كرياضة في أولمبياد 2024 المزمع عقدها في باريس.