بعد فاجعة "الكحول السامة"، التي أسفرت عن وفاة 20 شخصا بمدينة القصر الكبير، شمال غربي المغرب، بسبب استهلاك محلول قاتل تم إعداده في ورشة سرية، بادرت السلطات الأمنية إلى التصدي لمروجي ومصنعي الخمور المغشوشة.
ويتعلق الأمر بمادة كحولية تسمى بمسكر "ماء الحياة"، الذي يطلق عليه بالاسم العامي المغربي "الماحيا"، وهو خمر يصنع بطريقة يدوية يحتوي على عدة مواد منها التين والعنب، بالإضافة إلى استعمال مواد مخدرة.
وترتب عن هذه الحملات التي شنتها المصالح الأمنية، القبض على عدد من الأشخاص المتورطين في ترويج هذه المادة.
وبالتزامن مع هذه المداهمات الأمنية، وضع أحد أباطرة بيع مسكر "ماء الحياة" بمنطقة الغرب، حدا لحياة جارته بمجرد ما علم أنها هي من قدمت شكاية إلى المصالح الأمنية تخبرهم فيها أنه من مصنعي ومروجي هذه المادة.
وقال مصدر محلي، في اتصال مع "موقع سكاي نيوز عربية"، إنه في مدينة سوق أربعاء الغرب (غرب البلاد)، تمكنت السلطات الأمنية خلال حملات أمنية واسعة من الإطاحة بمروجي المخدرات والخمور المهربة ومادة "ماء الحياة".
انتقام
وأضاف المصدر نفسه أنه "في الوقت الذي حاولت عناصر الشرطة إيقاف أحد أكبر مصنعي ومروجي هذه المادة بالمنطقة، توجه هذا الأخير بسرعة البرق إلى منزل جارته من أجل الانتقام منها، ثم بعد ذلك الفرار".
وتابع المتحدث أن المتهم تسلل إلى منزل جارته (47 عاما) وهي أم لطفلين، دون أن يلمحه أحد ووجه لها ضربات على مستوى الرأس والبطن باستعمال ساطور وسلاح أبيض، ثم لاذ بالفرار وتركها مضرجة في دمائها أمام أنظار ابنيها الصغيرين.
وقال المصدر إن خبر وفاة امرأة من طرف صاحب ورشة سرية لبيع مسكر "ماء الحياة" استنفر المصالح الأمنية التي استطاعت إيقافه في ظرف وجيز بإحدى الغابات المجاورة، وجرى اقتياده من طرف كومندو أمني كبير ترأسه رئيس مفوضية الأمن، وتم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية والبحث التمهيدي بإشراف النيابة العامة المختصة، من أجل الوقوف على ملابسات ارتكاب جريمة القتل في حق جارته ثم تصنيع مسكر ماء الحياة في ورشة سرية.
وحجزت المصالح الأمنية بمنزل المتهم (42 عاما)، وهو من ذوي السوابق القضائية المتعددة في جرائم الاتجار في المخدرات والخمور المهربة ومسكر ماء الحياة، أزيد من 500 قنينة من مسكر "ماء الحياة" كانت معدة للترويج بمدينة سوق أربعاء الغرب والنواحي.
تين مخمر
وعلى صعيد آخر، تمكنت العناصر الأمنية بمدينة تاونات (الشمال)، من إيقاف شخصين يشتبه في تورطهما في قضية تتعلق بحيازة وترويج مسكر "ماء الحياة" بقرية بامحمد.
وحسب مصدر موثوق، فإن إجراء التفتيش بمنزل المشتبه فيه الرئيسي أسفر عن العثور على نصف طن من التين المخمر المعد لتقطير ماء الحياة، والمعبأ داخل 19 برميلا من سعة 30 لترا، ثم حجز لترين من مسكر ماء الحياة، و4 هواتف نقالة وسكين متوسط الحجم.
وأضاف المصدر ذاته، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن مصالح النيابة العامة المختصة باستئنافية فاس، وضعت المشتبه فيهما في البداية تحت تدابير الحراسة النظرية، وبعد ذلك إحالتهما على القضاء.