ينهمك فنانون محترفون وطلاب وباحثون في عدد من الجامعات الإفريقية في إنتاج أعمال فنية تحاكي الواقع، وتتناسب مع متطلبات الحياة اليومية والحاجة لتصميمات قابلة للاستخدام البشري.
ومن تشكيل الفخار وتحويله لأدوات منزلية طبيعية رائعة الجمال، إلى نحت الخشب والصخور وتحويلها إلى مواد للديكور الداخلي والخارجي للمباني الحديثة، يسود نمط جديد للفن الإفريقي يميل أكثر نحو مخاطبة قضايا الواقع، منهيا حقبة الفن الخيالي البحت التي استمرت آلاف السنين.
ويقول باحثون في الفن الإفريقي إن من بين أكثر من 100 معرض فني أقيم خلال 2022 في نيروبي وكمبالا وأكرا وغيرها من العواصم الأخرى، كان فن الواقع حاضرا في أكثر من 90 منها.
وتستفيد مصانع مواد البناء والأدوات المنزلية في إفريقيا من التصاميم والأعمال التي ينتجها الفنانون لتطوير أدوات عصرية ليست ذات قيمة جمالية وفنية عالية، بل إن لهذه الظاهرة مزايا بيئية مهمة، حيث تستخدم مواد صديقة للبيئة ومن عناصر طبيعية آمنة للاستخدام الآدمي.
رئيس قسم الفنون الجميلة في جامعة ماكيرري الأوغندية إيفي فرانسيس متحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية":
• "الفن الإفريقي شهد تطورات كبيرة خلال العقود الخمس الأخيرة، مستفيدا من تاريخه العريق الذي يعود لعشرات الآلاف من السنين".
• "المتغيرات الكبيرة في الحياة والحاجة لاستخدام الفن في احتياجات الإنسان دفعت العديد من الفنانين للاتجاه نحو الوصول إلى منتوج فني يناسب تطبيقات الحياة اليومية، عبر توظيف المواد الطبيعية في إنتاج نماذج فنية وأدوات منزلية تناسب البيئة الإفريقية".
• "المخاوف البيئية المتزايدة عززت من اتجاه الفنانين نحو تحويل المواد الطبيعية المتوفرة بكثرة في القارة الإفريقية إلى منتجات صديقة للبيئة.
ووفقا للفنان المقيم في نيروبي الطيب ضو البيت، فإن تأثر الفن دائما بالمتغيرات الحياتية كان السبب المباشر وراء بروز أنماط فنية جديدة في إفريقيا، والميل أكثر نحو تلبية احتياجات الناس.
ويوضح ضو البيت لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "التفاعل مع المتطلبات المتغيرة والحاجة للاستفادة من الفن في التطبيقات الصناعية والمعمارية، أوجد نوعا من الديناميكية التي جعلت الفن يتحول إلى نمط حياة".