طالب والي ولاية القصرين التونسية رضا ركباني، الخميس، الفلاحين والمواطنين في الولاية بتوخي الحذر من الحشرة القرمزيّة لما تمثّله من خطر يهدّد مساحات التين الشوكي بالقصرين.

وقال ركباني إن "هذه الحشرة أعظم من خطر كورونا على الجهة"، مضيفا أنها قد ضربت أماكن غراسات محدودة بولاية القيروان، قبل تدخّل ناجح لجميع هياكل الدولة، من أجل منع توسّعها بالولاية، ثمّ في منطقة محدودة من ولاية المنستير.

وأوضح أنّه تمّ التّنسيق مع جميع الهياكل المحلية والوطنية مثل وزارة التربية ووزارة الصحة والشؤون الدينية ووزارة النقل لحثّ المواطنين على التبليغ عن أيّ نقطة بيضاء تظهر على نبتة التين الشوكي، مشيرا إلى إمكانيّة عزل المناطق الّتي قد تصيبها الحشرة في الجهة، لمنع توسعها.

خطورتها

تعتبر الحشرة القشرية القرمزية Dactylopius opuntua من الآفات الخطيرة بالنسبة إلى غراسات التين الشوكي، إذ تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

تنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة حيث يقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف القادمة من المناطق الموبوءة.

تنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة

طريقة الإصابة

الخبير في المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بجامعة قرطاج الدكتور بوزيد نصراوي، يقول إن الحشرة القرمزية، وهي من نصفيات الأجنحة، "تصيب التين الشوكي على مستوى سطح الألواح، عادة في شكل مستوطنات متفرقة ومختلفة الأحجام، مستقرة حول المنطقة السفلى للشوك، وتتسبب في الأضرار دائما الأنثى واليرقات التي تبدو أجسامها بيضاوية أو مستديرة الشكل، ذات لون أرجواني داكن يتحول إلى أحمر فاتح حين يتم سحقها، وهذا اللون هو لون مادة القرمز التي تتميز به الحشرة".

وأضاف: "تفرز الأنثى واليرقات خيوطا شمعية بيضاء تحميها كغطاء وتمكنها من التنقل من لوح إلى لوح. وعند الإصابة، تظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا وتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع وإلى 100% من الخسائر في حالة الإصابة الشديدة".

أخبار ذات صلة

هل يعوض الهيدروجين الأخضر المحروقات في تونس؟
نبات "البوسيدونيا".. رئة المتوسط وكنز بيئي بفوائد اقتصادية

صعوبة المكافحة

كشف الخبير الزراعي أن "مكافحة الحشرة القرمزية عملية شاقة نظرا إلى صعوبة الولوج داخل مزارع التين الشوكي التي عادة ما توجد في أراض هامشية غير منبسطة وتمتد على مساحات شاسعة، وحسب تجربة المغرب الأقصى الحالية بإحاطة ودعم من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعتمد هذه المكافحة مبدئيا على الطريقة الكيميائية في انتظار تطوير طرق أخرى بيولوجية وزراعية والبحث على أصناف مقاومة أو على الأقل متحملة للآفة".

وتابع: "يجب على المصالح المختصة بوزارة الفلاحة الاستعداد بشريا وماديا وماليا لهذا التهديد الخطير، لأن انتشار مثل هذه الآفات والأمراض ينتقل بسهولة بين الدول المتجاورة، الموضوع خطير جدا باعتبار الأهمية القصوى لزراعة التين الشوكي لدى جانب كبير من الفلاحين وارتباط موارد رزق الكثير من سكان الريف بهذه الزراعة التي توفر غذاء للإنسان والحيوان، فضلا عن إمكانية تحويلها وتصنيعها".

القطاعات المتضررة

الخبير الاقتصادي التونسي نبيل عبداللطيف، يقول إن "التين الشوكي له أهمية في البلاد ذات المناخ شبه الصحراوي حيث إنها نبتة تقاوم الجفاف ولا تحتاج للمياه، وهو نبات مثمر ويستخدم كعلف للمواشي في المناطق الجافة، ومن الناحية الاقتصادية تستخدم في استخراج العطور والمراهم والأدوية، وهناك اهتمام كبير بها في بلاد المغرب الكبير وإنتاج وفير منها".

وأضاف عبداللطيف، لموقع "سكاي نيوز عربية": "لذلك تهتم الدول بشكل كبير بمكافحة هذه الآفة كما تم في 2014 و2021".

وأشار إلى أن "هناك جهودا كبيرة تبذلها الدولة التونسية لمكافحة هذه الحشرة، من خلال طرق أولية، منها التنبيه على الفلاحين بالتلبيغ عن أي بؤرة تعرضت للإصابة، وتنظيم حملات تقصي للبحث عن أي إصابات وعزل المناطق المصابة، ووقف تنقل الآليات من هذه الجهات لأماكن أخرى، لكنها لن تكون مهمة هينة".

وكشف أن القطاعات التي ستتأثر هي المصدرون وباعة التين الشوكي والفلاحون الذين ستتأثر أعمالهم.