وسط تخفيف قيود وباء كورونا وعلى الرغم من الأزمات التي يرزخ لبنان تحت وطأتها، قدّمت فرقة المسرح القومي السوريّ مسرحيّة بعنوان "تجربة أداء" في ختام مهرجان "مشكال" الذي نظّمته جمعية مسرح المدينة للثقافة والفنون في بيروت، برئاسة الفنّانة اللبنانيّة القديرة نضال الأشقر.
وصرح مخرج المسرحيّة سامر محمّد إسماعيل في حديث لسكاي نيوز عربية: "يشتبك هذا العرض مع الواقع السوري من خلال قصّة مخرج يجري تجربة أداء لاختيار بطلة فيلمه، ويؤدي دوره الممثل عامر علي، وهنا تظهر الممثلة دلع نادر التي تؤدي دور جوليا (بطلة الفيلم)، لتظهر في نهاية العرض الفنّانة مجد نعيم بدور زوجة المخرج".
وتابع: "حاولنا من خلال هؤلاء الممثلين الثلاثة أن نروي قصّة لاهثة تحتوي على الإيقاع، والتشويق، والأحداث، أما رسالتها فهي رسالة إنسان هذه المنطقة الذي لطالما راهنّا عليه بسبب امتلاكه لشغف الحياة والحلم مهما كانت الرهانات كبيرة".
وعن مشاركته في المسرحيّة قال الممثل السوري عامر علي: "مسرحية تجربة أداء تروي قصّة مخرج يحضر لفيلمه، وفي اللحظة الأخيرة يحاول أن يعطي فرصة لممثّلة تدخل عليه في الوقت المستقطع، لنكتشف في النهاية أنّ تجربة الأداء وهميّة في الأساس، والمخرج رفض أن يعيش مع الواقع، فانغمس في أحلامه لدرجة أنّه وصل إلى حالة من انفصام الشخصية".
وتابع: " نكتشف في اللحظة الأخيرة أن كل ما تابعناها ما هو إلاّ حالة ذهنيّة يعيشها المخرج، ولكنّها فعليا تشبه أيّ شخصيّة، ومن الممكن أن تشبه أيّ أحد منّا، فهذه الشخصيّة لا تمتلك مستوى متوسّط، فإمّا أن تصعد أو أن تهبط، لذلك كانت مغامرة كبيرة بالنسبة لي، كما أنّها شكّلت تحديا كبيرا لي كي أستطيع أن أوصلها بكلّ تفاصيلها".
وعن دورها في المسرحيّة قالت الممثلة السوريّة دلع نادر: "أؤدي في المسرحيّة شخصيّة جوليا، وهي شخصيّة بسيطة جداً تحاول أن تصبح ممثّلة، فتذهب لإجراء تجربة الأداء لدى المخرج كي تكون بطلة لفيلمه، فيلاحظ الجمهور في بداية العرض بأنّها من الممكن أن تفشل، ولكن الأمور قد تجري بخلاف ذلك".
وأضافت: "شخصية جوليا صعبة، ومركبة، ومعقدة، ولها أكثر من جانب، وصعوبتها هي التي حفزتني على أدائها، وعلى الرغم من خوفي من أدائها إلا أنّي تمكّنت لاحقا من تجسيدها".
من جهتها تحدّثت الممثّلة مجد نعيم عن مشاركتها في المسرحيّة: "يتمحور دوري حول المرأة العربية بشكل عام، والمرأة السورية بشكل خاصّ، هي المرأة التي تتحمّل كل أعباء الحياة من العمل في المنزل إلى العمل خارج المنزل إضافة إلى المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقها، وعلى الرغم من عدم سعادتها وراحتها إلا أنها تتحمّل أن تقوم بكل تلك المهمّات مجتمعة، وأن تعضّ على جرحها كي تنجح في أن تبقي عائلتها متماسكة".