في قرية تادف بمحافظة حلب السورية دارت أحداثُ قصة تلاميذ فصول دراسية التحقوا بعد طول غياب لنيل قسط من منهاج مدرسي ولو في مدرسة دون زجاج نوافذ وبلا أبواب أو مقاعد وبالتأكيد بلا كهرباء.

هناك تسارعت خُطاهم وارتفعت أصواتهم وملأت ضِحكاتُهم أروقة مدرستهم التي أنهكتها الحرب في سوريا، وأرادوا ببساطة تحقيق حلمهم بأن يكتبوا سطور روايتهم الخاصة عن تقاليد غابت وكانت يوما تعرف بتقاليد العودة للمدارس.

كسْر في ذاكرة كل طالب سوري، كحال خراب المدراس والبنى التحتية التعليمية التي ستحتاج لكثير من الدعم والعمل، خلال أكثر من عقد من الحرب في البلاد، لتكون مدرسة قرية تادف "الأمل"، الناجي الوحيد من 8 مدارس دمرت بالكامل في ذات المنطقة.

فالأطفال يمثلون أكثر من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من 4 ملايين نسمة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، ويحرم 44 في المئة ممن تبقّى من أطفال سوريا من الوصول إلى مرافق مدرسية بحسب أرقام أممية أيضا، ليبقى الأمل وحده من سيُسعف طلابَ سوريا في القادم من الأيام لتجاوز محنة تعليمية يأمل الجميع أن تخُطَّ آخر سطورها بالحكاية السورية في القريب العاجل.

سوريا.. أطفال مخيم رأس العين محرومون من التعليم

أخبار ذات صلة

نزوح وتجنيد واغتصاب.. عوامل تدفع أطفال سوريا للانتحار

مثابرة وكفاح

وفي إطار الكفاح من أجل تمكين الأطفال من مواصلة تعليمهم، حولت السورية نجلاء معمار قلعة بيزنطية أثرية في مخيم مورك بإدلب، إلى مركز لتعليم الأطفال، حيث يخدم هذا المركز أكثر من 60 طفلا، ويوفر أيضا دورات مهنية تدريبية للنساء القاطنات في المخيم.

وأصبحت قلعة بيزنطية أثرية تقع بين خيام ومبان مدمرة في مخيم مورك، مدرسة مؤقتة حاليا تمنح الأمل والتعليم لنحو 65 طفلا صغيرا من المتسربين من التعليم.

وتُعلم نجلاء، الأطفال الصغار دروسا في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى فصول إضافية للطلاب المتسربين لمواكبة الفصول التي فاتتهم.