تشتهر مصر بإنتاج وفير من محصول المانغو سواء من حيث الكميات أو الأصناف، وتنتشر مزارعه خصوصا في محافظتي الإسماعيلية وأسوان، وتحظى المانغو المصرية بمكانة خاصة في الأسواق الخارجية.

بين أغصان أشجارها الكثيفة تتدلى ثمار المانغو معلنة أوان قطفها، صباح كل يوم ينتقي المزارعون أفضل الثمار التي تفوح رائحتها المميزة لعرضها على قارعة الطريق مغازلة عشاقها، هكذا يستقبلك تجار المانغو لدى وصولك مدينة الإسماعيلية التي تعد مملكة المانجو.

فالمدينة الواقعة على الضفة الغربية لقناة السويس تستحوذ وحدها على 120 ألف فدان من حدائق المانغو المنتشرة في ربوع مصر على مساحة ثلاثمائة ألف فدان، حتى باتت إحدى أهم السمات المحلية المعبرة عن هوية مدينة الإسماعيلية.

مزارع مصري وثمرة المانغو الشهيرة

الاستثمار المربح

 وقال وكيل وزارة الزراعة الإسماعيلية، اسماعيل العطار، لسكاي نيوز عربية: " تزرع الاسماعيلية 18 صنف من أصناف المانغو المحلية والأجنبية. إنتاجية الفدان الواحد تتراوح بين 3 إلى 5 طن من أصناف المانغو المحلية، ومن 6 إلى 8 طن من الأصناف الأجنبية.

وتستورد عشرات الدول حول العالم المانغو المصرية المميزة، ففي العامين الأخيرين فقط صدرت مصر أكثر من 50 ألف طن من المانغو، أرقام تفتح شهية المستثمرين لضخ مزيد من الأموال في زراعة المانغو والصناعات الغذائية المرتبطة بها.

 ومن ناحيته، قال مدير إحدى شركات التنمية الزراعية، أيمن الحيوان: "تتطلب زراعة المانغو الكثير من التفاصيل، بدءا من اختيار البذور مرورا بمراحل نمو الشتلة، فأحيانا تظهر عيوب في هذه الشتلات تؤثر على الاستثمار فيها".

وأضاف: "الاستثمار في المانغو مربح ويحتاج فقط الى العناية وحسن اختيار الموقع والصنف المناسب للتربة والرعاية".

أخبار ذات صلة

سفير "المانغو" يطل على المصريين بتغريدة سعيدة
المانجو.. علاج "سحري" لاضطرابات الجهاز الهضمي

 ملكة الفواكه

المانغو هي ملكة الفواكه بمذاقها اللذيذ وأصنافها المتعددة وعناصرها الغذائية الغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن، وتزهر أشجارها في شهري فبراير ومارس ويستغرق تكوين الثمار نحو 5 أشهر، ليبدأ حصاد المحصول بدءا من شهر يوليو كل عام.

لكن الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية تعد التحدي الأبرز أمام محصول المانجو لتأثره بموجات الحر والبرد الشديدين الأمر الذي يستدعي دراسة أساليب مناسبة للتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية.

 فإصابة الثمار بلسعات الشمس المباشرة تؤدي لتشقق الثمرة ومن ثم إصابتها بأمراض العفن والبياض وهو ما يثير قلق عشرات الآلاف من سكان الإسماعيلية الذين يعتمدون على المانجو كمصدر دخل رئيسي لهم كمزارعين وتجار ومصدرين ومصنعين.

انقراض بعض الأنواع

 وقال رئيس شعبة الخضروات والفواكه بغرفة الاسماعيلية التجارية، جلال أبو طاهر: "30 بالمئة؜ من سكان الاسماعيلية يعملون في انتاج المانجو زراعة وتجارة وصناعة".

"هناك انواع انقرضت من الاسماعيلية بسبب التغيرات المناخية كالتيمور والهندي، وهناك أنواع حديثة أجنبية تطرح ثمارها بدءا من شهر سبتمبر".

واشتكى أبو طاهر: "نعاني من افة العفن الهبابي منذ سبع سنوات واضطر كثير من المزارعين الى اقتلاع اشجار المانجو القديمة واستبدالها بسلالات جديدة أجنبية".

 ورغم الشهرة الواسعة التي حققتها المانغو المصرية في الأسواق الخارجية فإن بعض الممارسات التصديرية السلبية قد تشكل عائقا أمام فتح أسواق جديدة.

 وقال الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، السيد قاعود، إن مشاكل التصدير تعود الى التسرع في قطف الثمار قبل اكتمال نموها حيث يعمد بعض المزارعين الى جمع المحصول مبكرا لتصديرها فتتعرض في الطريق الى ظهور تجاعيد مما يؤدي الى غلق بعض الاسواق الخارجية امام المانغو.

وأكد: "ننادي بميثاق تصديري يلتزم به المزارعون والمصدرون بعدم تصدير إلا الأصناف التي تصلح للتصدير وفي التوقيت المناسب".

 وتعد من أشهر أنواع المانغو في مصر، العويس والزبدية والفونس والسكري والتيمور والكيت والناعومي، لكل منها مذاقها المميز ولكل اسم حكايته الخاصة. 

 وكشف قاعود: "سر تنوع أصناف المانغو في الاسماعيلية أن المزارع هنا مبتكر وأجرى تجارب عديدة لزراعة أشجار مختلفة من المانغو، وكلما طرحت شجرة صنفا مميزا يبدأ في التوسع في زراعته فظهر أنواع العويس والسكري والصديقة والفونس فهذا يعود لخبرة المزارع المتراكمة".

وتطورت أهمية محصول المانجو إلى حد إقامة مهرجانات ترويجية لها سواء في معقلها التقليدي الاسماعيلية أو في أسوان جنوبا التي تنفرد بإنتاج أصناف عديدة وباتت ملاذا آمنا لأصناف أخرى من المانغو مهددة بالانقراض بفعل العوامل الجوية المتطرفة.